العام الجديد بالصعود أم بالنزول
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
31-12-2017 01:27 AM
تسير بنا الساعات والأيام والشهور، وتتوالى الأحداث، ومنا من ينظر إلى برجه ومنا من يترقب التنبؤات ومنا من يترقب اللحظات، ونعيش أحياناً أحلام وأوهام وتطلعات، يظن الشخص أنه الوحيد الذي تمر به نفس المشاهد بالحياة مع أن الجميع يمرون بنفس الأوضاع لكن دون أن يتحدثوا أو يتململوا.
دعونا الأن ندخل إلى السنة الجديدة ونفتش في أروقتها وخزائنها وصناديقها، لعلنا نجد أحداثا مفرحة أو محزنة أو محبطة أو سعيدة، أولاً يجب أن تعرف أنك ضمن مجموعة بشرية سواء أسرية أو في عملك أو في مجتمع كبير، يجب أن تعمل أولا ً على هيكلة الأشخاص المحيطين بك وكيفية إعادة الترتيبات بالتعامل معهم فهم مؤثرون بنسبة (90%( في أحداث حياتك سواء بكلمة أو سلوك، وبعدها تبدأ بترتيب وكتابة أوراقك بحيث لا تضع الكبيرة قبل الصغيرة، بل ابدأ بالصغيرة ثم التي تليها بالصعوبة حتى تصل لجميع أهدافك، ولا تنسى أن هناك أهداف قريبة المدى يمكن تطبيقها بسهولة وأهداف بعيدة المدى تحتاج إلى وقت فعليك فصلها وتنظيمها، ولا تحمل نفسك أكثر مما لا تطيق، وأهم شيء يتطلب منك هذا العام الجديد هو الاهتمام بصحتك ومظهرك وتغير أسلوب حديثك إلى أرقى الأساليب وتغيير نظرتك للأمور فلا تحملها أكثر من طاقتها، فذلك يعود على صحتك واعلم أنك يجب أن تقوم بجميع أعمالك ولا تركن إلى الأخرين، فالعمل الذي لن تقوم به تجاه نفسك لم يقم غيرك بتحقيقه لك، ولا تركن إلى الأشخاص بل على رب الأشخاص، فالناس زائلون والله باقي حي لا يموت فتوكل عليه بكل أمورك، وحاول أن تكتب على ورقة السلبيات التي كنت تعاني منها والايجابيات التي كنت تعتز بها، حتى تستطيع تقليل السلبيات في حياتك وتعزز مزيد من الإيجابية، مثلا أنت تكثر من الزيارات على حساب عملك وبيتك، فعليك إذا أن تقلل منها لتستطيع إنجاز عملك دون إرهاق وضيق في الوقت، مثلا كنت أسرف في الشراء، حاول أن تعرف ما يلزمك واعمل جردا لكل ممتلكاتك من ملابس وأحذية وكتب وساعات وغيره، سوف تكتشف أنك لم تستعمل بعضها، وأن بعضها الآخر يحتاج إلى أن تتصدق به، والآخر يجب الاستغناء عنه، فالذي قد لا تحتاجه لعل غيرك يستفيد منه، حتى لو كان كتابا وأنت قرأته فلا تبقه في مكتبتك فأعطه لغيرك فهناك زكاة تسمى زكاة العلم مثل زكاة المال والتصدق بالملابس وغيرها من الحاجيات الأخرى، واعلم أنك أنت من تصنع التغيير فلا تنتظر من الآخرين أو الأيام أو الشهور أن تغير مستقبلك، بل أنت من تصنعه، فابدأ الآن.