يصنعون الأزمات ويدفع الأردن أثمانها
سميح المعايطة
31-12-2017 01:21 AM
عبر تاريخ هذا البلد كان قدره ان يدفع اثمان أزمات إقليمية وجزءا من تداعيات أزمات الدول الكبرى في منطقتنا وكانت قضية فلسطين أول النكبات التي دفع الأردن الجزء الأكبر من آثارها ومازال على شكل حروب وعدم استقرار داخلي وخارجي ولاجئين ونازحين وصراع نفوذ والاهم وجود كيان الاحتلال حولنا بكل ما يعنيه هذا من غياب الاستقرار .
وفي السنوات الاخيرة كانت الأزمات المتتالية في العراق عبر الحروب العديدة والإرهاب والهجرات وسياسات إيران بما في ذلك ملف التطرف من القاعدة الى داعش وكل ما تركه هذا علينا .
اما سوريا فهي آخر الحكايات الكبرى التي تجلس على صدور الدولة والاردنيين منذ سبع سنوات ومازالت بكل آثارها ندفع ثمنها صباح مساء عسكريا وامنيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا فضلا عن ملف التطرف والإرهاب ووجود أنواع الميليشيات المتطرفة أو الطائفية قرب حدودنا .
وخلال عام ٢٠١٧ كانت هناك أزمات اضافية لدى الأشقاء في دول الخليج ،وهي لها معنا ولنا عندها مصالح لا يمكن تجاوزها أو المغامرة بها ،وهي ازمة لسنا طرفا في صناعتها بل هي جزء من معادلات المنطقة ،لكننا مضطرون لنكون جزءا منها ولو بالحد الأدنى ووفق قاعدة اخف الضررين ، فهي ازمة فاجأتنا لكننا اضطررنا للتعامل معها وكأننا من صنعها او تسبب بها .
وخلال العام كانت الازمة الكبرى التي صنعتها رعونة وصهيونية الإداره الاميركيه الحالية حيث كان قرار نقل السفارة الاميركيه الى القدس ،وهي ازمة متعددة الأبعاد والآثار داخليا وخارجيا ،وكان على الأردن بقيادته وشعبه ان يخوضا هذه المعركة السياسية الكبرى التي لا تخلو من الاثمان رغم انه لابد منها ،القدس جزء من العقيدة السياسية والدينية والوطنية الاردنية لايجوز إلا أن نخوض معركتها بصدق ووفق استمرارية وليس لغايات رفع العتب ، وقد خاضها الأردن كله بصدق وقوة رغم ضحالة الحالة العربية وضعف الحالة الفلسطينية .
ليس من خيارات الدول ان تختار الجغرافيا التي تقوم عليها فكما يقال الجغرافيا قدر ،ولهذا لا تختار الدول أزماتها والمشكلات التي تأتينا من الجغرافيا أو الجيران أو المصالح التي تفرضها الدول الكبرى لنفسها .
جزء من قدر الأردن ان يكون في هذا الإقليم وفي قلب مشكلات الامة بل أكبرها،ولهذا من الطبيعي أن يصنع الآخرون أزمات ونحن ندفع جزءا من ثمنها.
الرأي