اتضحت وتبلورت ثلاثة مشاريع توسعية على حساب الشعوب العروبية وبلدانها: الإسرائيلي الصهيوني، الإيراني الفارسي، والتركي العثماني.ـ
وهناك أربعة تيارات فكرية تصارعت في العالم العربي طوال قرن من الزمان(القرن العشرين): الفكر الوطني العروبي (وبعضه كان قُطرياً أو شوفينياً ولكنه عروبي المحتوى)، والفكر القومي(ناصري، وبعثي سوري، وبعثي عراقي، وسوري قومي اجتماعي) ، والفكر الإشتراكي (أو الشيوعي)، والفكر الديني ـ الطائفي(الإخواني).ـ
أعتقد أنه آن الأوان لتطوير التيار الوطني "الأسروي والعروبي" [النماذج الخليجية ، والمثال الأردني] والتطوير باتجاه تيار فكري عروبي قائم على الفكر المدني الديمقراطي الاجتماعي، أو العلماني. نحو تيار عروبي قائم على تطوير الهوية العربية والثقافة والفلسفة والفكر العربي.. كمشروع فكري حضاري، وليس تيارا عروبياً قومياً أو فاشياً . نريده مشروعاً منزوع منه "النزعة الطائفية". بالطبع، ليس مشروعاً توسعياً، وإنما الهدف منه الحفاظ على العالم العربي كجغرافيا سياسية والمحافظة على كافة مواطنية لكل مواطنيه ، والحفاظ على حرية الشعوب العربية في تقرير مصيرها بعيداً عن الأصولية والتكفيرية والوصولية و الطائفية، وبعيدا عن النبذ الطائفي والإثني العِرقي، وكل ما هو كراهوي للآخرين أقواماً وطوائف.ـ
لقد تم تعطيل المشروع الجهادي القائم على موروث الفتوحات الإسلامية (على اعتبار أن الفكر الإسلامي شأن عربي)، ولكن "الجهاد" كمشروع تم اختطافه من قبل الجماعات التكفيرية والمناهضين للعروبة. الجهاد صار "مشروعاً إرهابياً" على يد التكفيريين والجماعات المأجورة. ولكن حرية الفلسطينيين والاستقلال لبلدهم فلسطين، ما زال مشروعا مقبولا من العرب والعروبيين، على اعتبار أن الفلسطيني ما زال يشاغل العدو الاسرائيلي الصهيوني ومشروعه التوسعي.. ويشتبك معه باستمرار.ـ
نحن على قناعة بأن المشروع العربي المستقبلي هو "الحفاظ على الهوية العربية والثقافة والإنسان والأرض".ـ
لدى العرب مشروعهم العروبي المستقبلي، الحضاري الأهم، هو: " البناء والتنمية " بعيداً عن التوسّع والتشظّي، لأن لدى العرب أراض كثيرة. ولكن هناك قوى معطّلة ، وهم شراذم من القوميين العرب والأصوليين والأمميين، الذين يحملون مشاريع متضاربة، محصلتها صفر، فهي متضاربة ومتناحرة.ـ
بالنسبة لنا في الأردن ، فإن التحاق البلاد قيادة وشعباً وارضاً، بالمشاريع الثلاثة المذكورة في المقدمة(التركي العثماني، الإيراني الفارسي، والإسرائيلي الصهيوني)، سيفقد الأردن عمقه العربي العروبي. فـ(عقيدة )الأردن وجيشه العربي و(نظرية) "التضامن العربي" التي نادى بها الملك الراحل الحسين بن طلال، تتعارض مع رؤى تلك المشاريع التوسعية الثلاثة. إن التحاق المملكة بالمشروع العربي الوحدوي العروبي الحضاري، هو الخيار العروبي الأفضل والممكن، وهو طوق النجاة الجغرافي والسياسي لكيان سياسي "متواضع الموارد" ومحاط بإطار محترق وكيانات عدوانية وخصوم وعصابات من المرتزقة بملابس طائفية وعنصرية.