معان مدينة أردنية أصيلة وأهلها أصلاء، ما انفكوا يعلنون أردنيتهم عملاً لا قولاً، وممارسة لا ادعاءاً، وهم فوق هذا وذاك أصحاب نخوة ومروءة، واكبوا مراحل الدولة الأردنية الهاشمية، وناصروا قيادتها بشجاعة قلّ نظيرها منذ أن احتضنت معان الثورة العربية في بداية انطلاقتها، وما عُرف المعانيون إلاّ بالجود والشهامة والشجاعة والنبل، وما كانوا يوماً إلاّ الأخلص لوطنهم وقيادتهم رغم ظروف حياتهم القاسية، وأوضاعهم المعيشية والجغرافية الصعبة..
لمعان على كل مسؤول أردني حق، وما من مسؤول يأتي ويرحل دون أن يزور معان إلاّ وفي مسؤوليته تقصير، وفي أدائه عجز، وما من وزير لم يزر "معاناً" ولم تتغبر قدماه برمالها الذهبية الأردنية الخالصة إلا كان مقصراً.. فاقداً لقيمة معنوية رفيعة.. لا يستطيع تعويضها إلاّ أن يُيمّم شطر معان..

كثيرون من مسؤولي المملكة الأردنية الهاشمية لا يعرفون عن معان وأوضاعها إلاّ النزر اليسير.. وقليلون نادرون أولئك الذين يدركون حجم معاناة المعانيين، ويعرفون مدى ما يواجهونه من مشكلات وصعوبات حياتية، وأوضاع قاسية كون ظروفهم وظروف مدينتهم تختلف عن أي منطقة جغرافية أخرى من الأردن..!!

إن معان عاتبة لأنها مُحبّة.. وعلى قدر المحبة يأتي العتب.. معان وأهلها يحبون الأردن بكل ذرة تراب فيه، وكل حجر، ويحبون الأردنيين من شتى أصولهم وأعراقهم.. وفوق هذا وذاك ما انفكّت معان والمعانيون يطلقون هتافات ولائهم للهاشميين.. ويعلنون أنهم جنودهم ورهن إشارتهم، في كل آنْ..
هي دعوة لكل مسؤول أن يزور معانا، وأن يتحاور مع أهلها وفرسانها، أن يتلمس احتياجاتها وأوجاعها.. فلأنها أبية صامدة صابرة قد لا تفصح عن مدى الألم وقساوة وضنك العيش، وقد يمنعها الحياء والإباء من أن تعلن أي حجم من الإقصاء والتهميش يمارس بحقها..!!
أيها الرئيس .. خذ حكومتك إلى معان.. اقض يوماً كاملاً في هذه المدينة الأردنية الأهم.. بين أهلها الأردنيين.. استمع إليهم باهتمام.. وليستمع معك وزراؤك، ويدوّنون ملاحظاتهم حول كل ما يعتمل في صدور المعانيين، وما يعتصر في أجوافهم من آلام وأوجاع وعتب..

أنها فرصتك الذهبية أيها الرئيس.. فرصتك التي يمكنك من خلالها أن تقول لكل الذين انتقدوا خطوتك التعديلية الأخيرة، بأن التعديل جاء في وقته وأن كل وزرائك ميدانيون لا "مكتبيون" مستعدون للتعامل مع كل الوطن على أساس واحد.. قادرون على تلمس احتياجات المواطن في موقعه.. في أرضه.. في دكانه.. في معمله.. في منجمه يصارع غبار الحياة لكي يعيش الوطن ويقوى ويزدهر..
معان تستحق منا الاهتمام ..ولأهلها على كل مسؤول أردني حق.. ولا أعني مسؤولي الحكومة فحسب.. بل مسؤولي الشركات والقطاعات الخاصة ومنظمات المجتمع المدني أيضاً..
دعونا نيمّم وجوهنا شطر معان ففيها الخير والبركة لكل الوطن ولكل الأردنيين.. وسترون النتائج إن فعلتم ذلك يا مسؤولي المملكة الأردنية الهاشمية، فأنْ يزروها أول مدير ضمان اجتماعي قبل أيام ويعلن في أهلها أن الضمان في معان سيتوسع ويقدم كل خدماته لهم ما يثلج الصدر ويفتح الباب لكل المسؤولين لكي يغذّوا السير إلى هذه المدينة الأردنية الطيبة.. مدينة الأباة والشجعان..

Subaihi_99@yahoo.com