محور الاعتدال العربي يغير اسمه فهل يغير سياساته؟
فهد الخيطان
28-02-2009 12:04 PM
من بين النتائج التي تمخض عنها اجتماع ابو ظبي لوزراء خارجية واعلام دول الاعتدال العربي قبل اسابيع تغيير اسم التحالف ليصبح محور »التضامن العربي« في مقابل محور الممانعة الذي يضم سورية وايران وقطر وحماس وحزب الله.
التبديل جاء على وقع تطورات دولية واقليمية كثيرة في مقدمتها فوز اوباما في الانتخابات الامريكية وصعود اليمين في اسرائيل بعد العدوان على عزة وشعور المعتدلين العرب بان الشارع العربي اصبح اكثر ميلا لخطاب الممانعة والتشدد. غير ان العامل الاهم الذي دفع بالمجتمعين في ابو ظبي لهذه الخطوة قناعتهم بان مصطلح الاعتدال العربي ارتبط بالفشل خلال السنوات الاخيرة, فمنذ اطلاق مبادرة السلام العربية في قمة بيروت 2001 والدخول في مفاوضات ماراثونية لحل القضية الفلسطينية والرهان على الادارة الامريكية السابقة لم يسجل تيار الاعتدال العربي اي انجاز يذكر. واصبح في نظر الرأي العام العربي مجرد تيار تابع لامريكا واسرائيل في مواجهة قوى المقاومة والدول الداعمة لها في المنطقة.
انبثق محور الاعتدال العربي في الاصل من »الرباعية العربية« التي ضمت مصر والاردن والسعودية والامارات لكن الصيغة بدت في نظر القائمين عليها غير كافية للتعبير عن الموقف المناهض لقوى الممانعة وصار زعماء الرباعية يتحاشون ذكرها بهذا الوصف وفضلوا استبدالها بمصطلح قوى الاعتدال العربي وذلك بتوسيع الرباعية لتضم دولا عربية اخرى من الخليج العربي والمغرب العربي اضافة الى السلطة الفلسطينية.
العدوان على غزة وضع بعض دول الاعتدال في موقف محرج امام شعوبها وساهمت وسائل اعلام في جعل مصطلح الاعتدال مرادفاً لسياسة »التواطؤ مع العدو« او »الصمت على جرائمة«.
ومن العوامل التي دفعت بدول الاعتدال الى التخلي عن هذا الوصف التوجهات الجديدة لادارة اوباما تجاه المنطقة ونيتها فتح حوار مع الدول المحسوبة على محور الممانعة كايران وسورية.
فقد ادرك قادة دول الاعتدال ان استمرار العمل بالاسلوب السابق لم يعد يشكل ميزة عند واشنطن التي تسعى لتنويع خياراتها والانفتاح على الاطراف كافة في اطار سياسة جديدة تعيد تعريف المصالح الامريكية. واختصر احد اعضاء وفد الكونغرس الذي زار المنطقة مؤخراً السياسة الامريكية الجديدة تجاه الدول العربية بالقول »لن نكافئ دول الاعتدال على اعتدالها فهذا شأن يخصها«.
الاستراتيجية الجديدة لدول الاعتدال لم يكشف منها غير تغيير الاسم لغاية الان الشيء الاهم في نظر المراقبين هو تعديل السياسات.
ان الاكتفاء باشهار محور التضامن العربي مع الاحتفاظ بنفس السياسات السابقة لن يغير في صورة الدول المعتدلة امام شعوبها ولن يساعدها على ممارسة دور مؤثر في مجريات الاحداث سواء لجهة الضغط على اسرائيل للقبول بشروط السلام العادل او لجهة استعادة التضامن العربي وتجاوز حالة الانقسام ومواجهة التدخلات الاقليمية في القضايا العربية وفي هذا الصدد ينبغي دعم جهود المصالحة بين سورية والسعودية وتشجيع الحوار بين دمشق والقاهرة.
غالبية دول الاعتدال هي دول مركزية في المنطقة لا يمكن تحقيق التضامن العربي من دونها لكنها مطالبة بالتصرف بما يليق بمكانتها الاقليمية وحجمها السياسي.
اما بالنسبة للاردن فهو معني بالتضامن العربي الشامل وليس بمحور واحد للتضامن وعليه ان يترجم هذا الموقف بسياسة خارجية جديدة لصون مصالحه في مواجهة تحديات خطيرة تطل برأسها.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net