المعاني يكتب: نحن كمثل الذي يطلق النار .. فلا يصيب الا نفسه.
الدكتور وليد المعاني
28-12-2017 05:23 PM
جامعات بنجمة و جامعات بخمسة نجوم، ......من الولادة المبكرة ..إلى ولادة ميت.
ما الذي دعانا لنقوم بهذا التصنيف؟ و مالذي سنستفيد منه؟ مالذي سيعطينا اياه زيادة على ما نحصل عليه من تصانيف مثل تلك المنفذة من جامعة شانغهاي أو جريدة التايمز اللندنية؟
لقد أعلنت النتائج، " وثار الطلق كما يقولون" وبدأت الناس في الأخذ والرد، ووجدت الناس لها موضوعا جديدا للحديث، كأن ليس لدينا ما يكفينا. ومع احترامنا الشديد للجان التصنيف لدينا، فلا اعتقد ان لها تلك الخبرة الكافية كالمؤسسات العريقة المذكورة اعلاه، و بالتالي سنجدد الف من يطعن في النتائج، و ما القول في عدم تطابق نتائج امتحان الكفاءة مع التصنيف الجديدة، ففيهما تناقض غريب؟؟
انا لا أنفق مع الذي يقول بأن التقدم للتقييم يجب ان يكون اختياريا، فالتقييم يجب ان يتم على الجميع، ولكني لا اتفق مع من قرر ان نجري تقييما اردنيا إبتدأ وكما جرى. وعليه أرجو من اي اخ مطلع ان يعلمني ما هي الدول التي تقيم جامعاتها بذاتها؟ وهل تترك معايير التقييم الدولية لإنشاء تقييم محلي ؟ من هو العاقل الذي سيترك معيارًا دوليا ليستمع لمعيار محلي.
قد يقول قائل ان لم تظهر كل جامعاتنا في أي معيار دولي، وجب علينا تصنيفها لنعرف موقعها، و ذلك بتصنيف محلي حتى نعرف مستواها وهو أمر نظري معقول. و لكن يجب تحديد ما هو الهدف اذن؟ هل ظهور جامعة في أسفل القائمة في منطقة بعيدة سيمنع الطلبة من تلك المنطقة من الإلتحاق بها؟ وأن عليهم تركها لغيرها إن أرادوا علما نافعا؟ أم هل سنغلقها و نوفر كلفتها؟ ولكن إن إلتحق الطلبة بها ا واجتازوا الإمتحانات ونالوا الشهادات، هل سيمتنع ديوان الخدمة المدنية عن تعيينهم؟؟
ستبقى الجامعات تستقطب الطلبة كما استقطبتهم في السابق، وعبر القبول الموحد، ولن يغير الطلبة او أهاليهم رأيهم نتيجة هذا التصنيف. الطب أينما كان و الهندسة أينما كانت بتصنيف أو غيره.
الضرر الوحيد سيكون التأثير على الطلبة القادمين من الخارج، و سيكون على وضع مزيد من قوى الطرد الطلابي من جامعات المحافظات، التي حاولنا جذب الطلبة اليها، و بذل العاملون فيها جهودا مميزه، ستتكفىء هذه الجامعات على نفسها عكس ما أردنا لها.
نحن كمثل الذي يطلق النار فلا يصيب الا نفسه.