facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بوصلة الدولة الاردنية


د. عبدالله صوالحة
28-12-2017 11:57 AM

المصالح الاستراتيجية للدولة الاردنية واضحة وظاهرة لكل من في رأسه عينان وهي مصالح ثابتة ومستقرة منذ خمسينيات القرن الماضي وهي ليست بحاجة الى اعادة تعريف او اعادة تحديد , والدبلوماسية الاردنية نجحت طيلة العقود الماضية في تحقيق وحفظ هذه المصالح من خلال بناء تحالفات وتوازنات اقليمية ودولية دونما الانحراف عن القيم والثوابت الاردنية في هذا السياق.

للاسف , كتاب وصحافيون وسياسيون اردنيون يبيعون الاوهام للشعب الاردني حول تبدل البيئة الجيوسياسية في المنطقة وضرورة تنويع وتغيير تحالفات الاردن والالتفاف على تحالفات طالما اعتبرت تقليدية وبنفس الوقت حيوية بالنسبة لصمود واستقرار الاردن, يدور الحديث هنا عن السعودية والولايات المتحدة , ويسعى هولاء البائسون الى استغلال ما يجري على الساحة الفلسطينية لدفع الاردن الى الارتماء في الاحضان التركية والايرانية , متجاهلين ان الاخطار التي يتعرض لها الاردن وفي القدس تحديدا تأتي من تركيا, حيث تستثمر تركيا ملايين الدولارت لبناء مدارس ومحاولة شراء وقفيات اسلامية لتعزيز مكانتها في القدس على حساب الوجود الاردني , كما تعمل ايران على تكثيف وجود ميليشياتها المسلحة في الجنوب السوري على بعد كيلو مترات من الحدود الاردنية لابتزاز وتهديد الاردن.

الوهم الاخر الذي يحاولون بيعه للاردنيين هو ان الولايات المتحدة اصبحت معزولة دوليا بسبب التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع الماضي, وبالتالي لايمكن الاعتماد عليها كحليف ,ليس هناك جهل اكبر من هذا ,هل ستتخلى دول مثل اليابان المملكة المتحدة اوروبا وغيرها الكثير من الدول التي صوتت ضد قرار ترامب عن مصالحها السياسية والامنية والاقتصادية مع الولايات المتحدة ؟؟بعيدا عن هذه الاوهام .. الدبلوماسية الاردنية يجب ان تقرأ جيدا استراتيجية الامن القومي الامريكي الجديدة التي اعلنها ترامب هذا الاسبوع , وتعمل على انتاج مقاربة مرنة للتكيف مع هذه الاستراتيجية وتقوم باعادة تموضع السياسة الخارجية الاردنية خاصة مع الركن المتعلق بدفع النفوذ الامريكي بالتشارك مع الحلفاء.

بوصلة المصالح الاردنية يجب ان لا تنحرف عن محورها الاقليمي ممثلا بالسعودية ومصر ولا عن قطبها الدولي ممثلا بالولايات المتحدة تحت اغواء الاردغوانية التركية والصفوية الايرانية , المصلحة الاردنية العليا تقتضي منا الانتباه والحذر الى ان التنافس الاقليمي على المنطقة العربية يتخذ من القضية الفلسطينية والقدس مسوغا للتدخل والهيمنة وبسط النفوذ وليس محاربة اسرائيل ومساعدة الفلسطينيين,والدفاع عن القدس وحماية الوصاية الهاشمية على المقدسات يتم من خلال تعاون وتنسيق اردني عربي مشترك فقط.

من غير المعقول والمقبول ان نسمح لايران باستغلال الفضاء الاعلامي والالكتروني لترويج مشاريعها التوسعية في المنطقة العربية وتحويل الاردن الى منصة سياسية واعلامية -من خلال البعض - لمناكفة المملكة العربية السعودية الشقيقة ومهاجمة المشروع السني التي تقوده السعودية والذي يقوم على الاسلام المعتدل وحماية المصالح العربية ومواجهة المشروع الصفوي الايراني.

ليس لايران موطئ قدم في الاردن ولن يكون , لكنها تأمل في ايجاد اختراق للنخبة السياسية والاعلامية الاردنية لتسميم العلاقات الاردنية الخليجية وللتشكيك بالمشاريع الاقليمية من خلال الربط بين المشاريع الاقتصادية الكبرى الآخذه في التحقق في مصر والسعودية والتي يعتبر الاردن جزء منها وبين صفقات تسوية القضية الفلسطينية , المشاريع الاقتصادية الاقليمية هي مصلحة اردنية استراتيجية عليا تنفيذها والمشاركة فيها لم ولن يغير من موقف الاردن المعروف والثابت تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين, الرهان على افشال هذا المخطط الايراني والذي يتخذ من صحف عربية ادوات لتنفيذه منوط بوعي الاردنيين وقدرتهم على التمييز بين الحقائق وما يبدو انها حقائق .





  • 1 Hitham 28-12-2017 | 01:30 PM

    مقالكم الحكيم البعيد النظر في ( يوصله الدولة الأردنيه ) يستحق التقدير والأجلال لان ذلك هو الادوم والاصوب وعافاكم الله ..


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :