إنها لفرصة نادرة أن نرى وجه الرئيس الروسي «بوتين» يحمرّ خجلاً في مؤتمر صحفي..فقد تعوّدنا ان يردّ على الأسئلة ببرود وينفي الاتهامات ببرود ويفنّد الادعاءات بوجه أصفر لا تستطيع أن تستخرج منه علامة واحدة من علامات الغضب والرضا والصدق أو التدليس..لكنه شعر ببعض الخجل..
في مؤتمر صحفي عقده مع إعلاميين روس مؤخراً كان يجيب «بوتين» بمنتهى الهدوء على أسئلتهم واستيضاحاتهم ، إلى أن لمح لافتة مكتوب عليها «باي باي بوتين» فتوقّف عن الكلام قليلاً وقال للصحفيين لحظة هناك مكتوب بيد الشابة الصحفية «باي باي بوتين» مستغرباً بينه وبين نفسه أن تُحمل مثل هذه اللافتة قبيل الانتخابات الرئاسية الروسية سيما انه أقرّ بعدم بوجود منافسين أقوياء له على كرسي الرئاسة..وعندما انتبهت الفتاة لمداخلة الرئيس رفعت اللافتة العالية ليتّضح ان العبارة «بابا بوتين» أو بوتين الأب..فخجل بوتين من هذا الموقف وألقى اللوم على عينيه الصغيرتين..
غريب أن يخاف الرئيس على مستقبله السياسي بسبب لافتة ، ولم يؤثر به مشهد ألاف جثث الأطفال التي نثرت في الأرض بغارات عشوائية لم تفرق بين مدني ومسلّح، غريب أن يخجل من حبر أحمر كتب على ورقة تأييد منخفضة ، ولم يتأثر من دم أكثر حمرة كتب على الأكفان في موجة تنديد مرتفعة ، كل المجازر التي ارتكبت وهدايا السوخوي في رمضان وأعياد الميلاد التي نزلت على رؤوس الآمنين لم تنجح في رفع مستوى الدم في وجنتيه بينما لافتة واحدة قرأها خطأ أشعرته بذنبه..وجه الطفل عمران الذي تلوّن بدمائه بعد قذيفة عمياء ، الطفل عبد الباسط سطّوف الذي فقد رجليه وصاح للعالم كله «يا بابا شيلني» الم يشعراه بالتأثر؟..
على كل حال على ما يبدو لقد استهوت الرئيس الروسي الطريقة العربية في الرئاسة ،جلوس مدى الحياة ، وانتخابات شكلية ترضي الدستور والمنادين الالتزام به ، اختراع منافسين على «قيد الحال»..والنتيجة رئاسة مدى الحياة بديمقراطية مفصّلة على المقاس..
الجمهورية العربية الروسية ترحّب بكم!!.
الرأي