من قال ان الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن؟؟ فكثير من الأحيان تأتي كما تشتهي السفن وزيادة وأكثر من المطلوب والمتوقع..
على سبيل المثال إذا خاف أحد الأولاد من إخبار والده بعلامة الرياضيات وظل يفكّر و»يحوص ويلوص» ويبطئ من خطواته في طريق العودة إلى البيت خوفاً من العقاب والعتاب و»رشّة البهادل» التي سيتلقّاها بوجه سليم ، محضّراً قائمة من الأعذار الواهية والوعود الكاذبة بـ»شدة الحيل» والذي منه.. وكلما اقترب من بوابة المنزل زادت دقّات قلبه وتعرّقت يداه وفي لحظة الحسم فجأة يأتي الانفراج عندما يرى والده «مبوبز» أمام البكم و»يتلمسّ» الجناح الأيمن بعد أن اصطدم بباص كيا على «اليو تيرن»..في هذه الأثناء ستكون «طعجة الجناح» أهم بكثير من علامة الولد حسب أولويات الوالد..هنا يشعر الصبي أن «الطعجة» جاءته هدية من السماء ولولا الحياء والخجل ،لكان لسان حاله يقول: « تسلم أيدين اللي صدمك»..!!.
في قمّة زنقة الحكومة وهي تعدّ مشروع الموازنة والغضب الشعبي ،كانت «تحوص وتلوص» وتبطىء من خطوة «رفع الدعم عن الخبز» وتقوم بعمل اجتماعات ولقاءات ومناسف للنواب في أكثر من مكان لتعديل رأيهم و»تزبيط» مزاجهم محضّرة قائمة من الأعذار والأسباب والوعود البرّاقة ومع ذلك وبرغم كل هذه الاحتياطات لا تدري كيف سيتم التصويت على الموازنة وماذا ستكون ردّة فعل الشعب الجائع والمخنوق اقتصادياً أصلاً في حال تم تحرير سعر الخبز..وفي خضمّ هذه الخواطر والتوجسات الحكومية ، يأتي ترمب – الله لا يوفقه- وينقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، فينتقل اهتمام الناس وانشغالهم وعاطفتهم وتوجّسهم من الاقتصاد الى السياسة ومن الرغيف إلى الأقصى ، وصار نقل السفارة الأميركية - مثل «طعجة جناح البكم في المثال الأول - أهم بكثير من قصة الخبز ورفع الدعم حسب أولويات الشارع ،وبالتالي شعرت الحكومة ان «نقل السفارة» جاءتها هدية من واشنطن ولولا الحياء والخجل لزغرد الطاقم الوزاري ولسان حاله يقول : «أجت والله جابها»...
بهذا الحدث الإقليمي تصبح الحجة أوجه، والمبررات أكثر راحة وقوة ، وكلما احتج الناس والمعارضون وأصحاب الأقلام والحناجر الحرة على رفع الخبز..ردّت الحكومة : نتيجة للظروف الراهنة والتهديد بقطع المساعدات الأميركية وتخلي الحلفاء التقليديين عنا و نقل السفارة الى القدس والإقليم الملتهب اضطررنا إلى اتخاذ مثل هذا القرار..على أساس عندما كانت المساعدات باقية والحلفاء يدعموننا للصاجة والسفارة بمكانها والإقليم بريء من الالتهاب «كان وضعنا لوز»؟؟..طول عمرنا ماكلينها «مفروكة بالشدة والرخاء».. وغطيني يا كرمة العلي
الراي