ثقافة طلاب الجامعات السابقة والحالية
د.حنين عبيدات
26-12-2017 02:27 PM
أصبحت الجامعات عبارة عن مكان للحصول على شهادة مختومة كمكافأة مصيرية لمعلومات يحصل عليها طالب الجامعة من هذا الصرح ، لم يعد طالب الجامعة كما السابق يهتم بالثقافة الحياتية والوطنية ولم يعد يهتم بالسياسة التي كانت أساس تكوين الجامعة حتى نهاية الثمانينات ، فكان طلاب الجامعة نواة تكوين وتشكيل الأحزاب السياسية في الأوطان ، وكانوا المخططين لوطن أفضل وثقافة أفضل ، ورسم خطوط سياسية على اختلاف اتجاهاتها كلها كانت تصب في مصلحة الوطن.
أما الآن ماهي ثقافة طالب الجامعة وما هو بعد تفكيره وماهي وجهة نظره الوطنية والسياسية والاجتماعية والثقافية ؟ للأسف لم نعد نراها لا قولا ولا فعلا ، ثقافته لا تتعدى مستوى الحصول على شهادة ليعمل بها ويعيش ليأكل ويشرب ويتزوج وغالبا لا يعرف معنى الثقافة الحياتية التي سيطبقها على حياته التي فرضها علي نفسه ، لا أعرف لماذا وصل طالب الجامعة المثقف إلى هنا ، لربما بسبب اختلاف معنى السياسة على مستوى الدولة ، او بسبب الغزو الثقافي الأخلاقي والمجتمعي الغربي الذي فتك في كل عنصر من عناصر المجتمع ولكنه لم يستغل الإيجابي من هذا الغزو فطبق على نفسه مفاهيم سلبية كثيرة بحجة الدين الذي اخفاه ولم يطبق منه شيئا سوى بالكلام ، أو بسبب طبيعة البيئة التي نشأ منها فخوف الأهل على ابنائهم من حقبة سياسية عاشوها شكل عندهم هاجس غير منطقي تجاه أبنائهم ، أو أن الطالب الجامعي يلهي نفسه بأمور لا تحقق له شيئا مستقبليا فلا يحاول تثقيف نفسه وخلق حالة خاصة له بعيدا عن الفزعات أو الانتماء لمبادئ وحرق الأخرى منها.
مفاهيم كثيرة تعداها طالب الجامعة دون اهتمام حقيقي ، يتابع الإعلام العربي فقط ليأخذ الصورة السطحية لواقع سياسي مؤلم ولا يتفكر بعمق ما يراه بأنه حقيقي أم لا ؟ لأنه فقد عناصر الحس العروبي والوطني والثقافة الإيجابية بإطلاقه العنان لعاطفته في التفكير، وأصبحت عيناه تصور صورا لا ترسخ بالذاكرة لأخذ العبر والمعاني لتطبيقها لا بل بالعكس يتم تمزيقها بمجرد التقاطها.
الى هنا أوصلوا أنفسهم والسياسات المفروضة كان لها الدور الأكبر بتكميم أفواههم ورسم صورة مشوشة في عقولهم وحتى مراقبة أفعالهم وكلامهم فجعلت منهم أصناما ناطقة بالسلبية أكثر من الإيجابية، فمارست عليهم سياسة التجويع فلم يعد تفكيرهم إلا بسطحية بكل المجالات وتفصيلات الحياة