الموظفون مسالمون في الشتاء
25-12-2017 11:50 PM
عمون - لقمان إسكندر - الموظفون يحبون مكاتبهم شتاءً. يطيب لهم أن "يتكرمشوا" في وظائفهم. فالبيت بارد.
الموظفون المسالمون يتمنون أن تزهر الشمس أشعة في عطلتهم. وأن تعربد الريح والأمطار فقط، وهم في مكاتبهم الدافئة. اليوم لم تكن العطلة رائقة. عطلة وبرد؟
أنت بحاجة إلى الكثير من التدابير من أجل إحاطة عطلتك بالدفء.
الشتاء فصل الأغنياء. أما الفقراء - كالدببة -يدخلون في سبات معاناتهم، ويتكرمشون.
قالت له وهي تضع على كتفها شيئا يشبه اللحاف، وترخيه حول معظم وجهها: "كأنك تحبني أقل في الشتاء".
لم يبتسم. لكنه نظر إليها من بين شقوق لفحته، كأنه يقول: "لعلك تصمتين، وتحضرين لي كوب شاي".
يزيح طرف شماغه بعيدا عن فمه، ويبدأ بقرمشة ما تبقى من رغيف الخبر المحروق على المدفأة.
الموسيقى الصديقة للبيئة تدعو إلى السكينة: قرمشة لقمة الرغيف في فمه، وصوت المطر القادم من خلف النافذة، وقرقعة شيء ما في الحارة، واهتزاز الشجر.
خلال مداعبته غطاء المدفأة الحمراء، لسعت أصبعه النار. كأنه ابتسم. قال: لسعتها تشبه الحكومة إن طالت أوجعت.
راحت هي تدبّ إليه من بعيد. أتت له بالشاي ورغيف خبز آخر. "تفضل" تمد له الكوب وتضع الرغيف على المدفأة. أما هو فلم يفعل شيئا. فقط يتجمد.
"البرد قارس هذا الموسم". قال لها. لم تجبه، لكنها تعلم أن الشتاء يأتي سنويا على هذا النحو، ولا جديد سوى أنه يكبر في السن.
أزاحت لحافها عن وجهها وقالت له: "كأنك تحبني أقل شتاء".
شقّ طرف عينه اليمنى زاوية الشماغ. نظر إليها ثم عاود القرمشة. "الحكومة تفعل مثلك، رغم تبادل الأدوار". همس.