facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الحوار أساس كشف الشخصيات


د. ايمان الشمايلة الصرايرة
24-12-2017 01:38 PM

يتعايش الناس مع بعضهم البعض في مجتمعات مختلفة وكل مجتمع يتميز بعاداته وتقاليده وطبيعة ثقافته، ولكن يبقى لدينا ثقافة الشخص ومستوى علمه ومكانته الاجتماعية التي يفرض بها شخصيته على الآخرين ويتميز بها، ولكن نتساءل إذا رأينا من يلبس أفخم الساعات والملابس أو يركب أفخم السيارات أو يعيش في قصور أو بيت عادي، ومن يتقلد منصب أو مكانة علمية أو مكانة أدبية أو مكانة ثقافية، ومن يملك شركة أو مؤسسة أو غيرها، هل هذا الشخص في النهاية يملك فكر ورقي في حياته الخاصة والعامة، كل ما ذكرنا سابقاً يسقط قناعه عند الحديث ستسألني كيف، أقول لك أقرأ الآية الكريمة التالية في قوله تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ)، إذا الحكمة بالتصرف والسلوك والوعظ بتوجيه الحجة بالحوار والجدال بأسلوب راقي بدون تجريح أو توبيخ للآخر هو أساس نجاح الحوار والوصول إلى الهدف المنشود.

وكثير منا يفتقده لذا نجد أن أسلوب الحوار بشكل عام هو أساس التفاهم بين البشر، إذن أليس من الأجدر تدريسه في المناهج الدراسية المدرسية والجامعية، وتدريب الموظفين والعاملين وأصحاب القرار عليه، فكم حوار خسرنا من ورائه أشخاص كثيرين بل بالأحرى كشفنا النقاب عنهم، وكم من مشروع خسرناه من أجل حوار فاشل، وكم من وظيفة خسرناها من وراء حوار فاشل، لماذا؟ لأننا نظن أننا يجب أن ننتصر حتى لو كنا على خطأ، لأننا أغلقنا آذاننا وظننا أننا الأفضل، لأننا نظرنا إلى أنفسنا وكأننا في قمة الهرم، ونحن فعلياً نكون لا نُرى بالعين المجردة.

كم تحتاج مجتمعاتنا إلى محاورين يكونون قدوة بكلمتهم وأسلوبهم وأدلتهم وحجتهم ليكونوا مثالاً يحتذى به، فقدنا الصالونات الثقافية في المجتمعات وتزمت كل منا لرأيه وكأنه سيربح جائزة نوبل من خلال فوزه بالحوار، الذي يتبعه غالباً إساءة تبقى وكأنه ترك من سوءاته أثراً ليراه الأخرين.

نسير مغترين بأنفسنا وننسى أن نقوّم ذاتنا ونجمل هذا اللسان الذي يكشف شخصيتنا ومستوى تفكيرنا أمام الآخرين، فلعل ما وصلنا إليه اليوم من سذاجتنا هو الاهتمام بجمالنا ومظهرنا ونسينا أن تلك الكلمات هي المجهر التي تكشف فكرنا ومستوى تربيتنا ومستوى رقينا وتحكم علينا.

وتذكر أنك عندما تتعنت برأيك في حوارات يمكن أن تسيء لشخصك وتخسر وقتك قول الشاعر:

يخاطبني السّفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مُجيبا

يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا
وقتها ستعلم أنك حفظت نفسك وبقيت في عرين هيبتك.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :