سوريا بكل ما حدث فيها , وما سيحدث لم تغلق باب دمشق للان في وجه أردني , والذين كانوا يزورونها يلتقون بالرئيس مباشرة وبأقطاب القيادة السورية ...سوريا لم تحرض لاجئا ضد البلد , لم تتورط بأي اشتباك أو استفزاز على حدودنا ..لم تمول جماعات إرهابية وتدخلها إلينا ...
سوريا للان وبالرغم من كل الدم والماسي, لم تقفل حدودها في وجه شاحنة أردنية , لم توجه إذاعاتها إلينا ..ولم تنتج إعلام ردح يبث سمومه عبر أثيرنا ...ولم يقم أي طيار سوري باستفزازنا وعبور الحدود...مع أن سلاح جوها في حالة حرب منذ (6) سنوات , وكان من الممكن لأي طيار سوري بحكم الإجهاد والتعب أن يخطيء في رمي قذيفة أو ينسى خط الحدود الدولية , ولكن التعليمات كان صارمة لهم ...
سوريا بالرغم من كثرة المليشيات فيها, بالرغم من الإرهاب الأعمي الذي يمول بمال أسود , بالرغم من تحول بعض من يدعون الإسلام إلى سماسرة وتجار أسلحة ..إلا أنها لم تستغل فوضى مايسمى بالمقاومة, لم تنتج مليشيات تخريب ..لم تعبث بأمن جيرانها ..كان بإمكانها أن تستغل كل هذا الخراب وتصدره للجيران ولكنها لم تفعل .
وسوريا الان المطرودة من جامعة الدول العربية والمقاطعة من نصف العرب وأكثر , تقدم موقفا نبيلا من قضية القدس وتعترف بالوصاية الهاشمية , وتؤكد أن إسرائيل هي العدو الأول والأخير وكل من تحالف معها ومشى في مخططاتها .
قبل (6) سنوات خرج ثلة من الأردنيين ..من المثقفين والسياسيين والحزبيين, ورفعوا صوتهم عاليا ..وقالوا إن النهايات ستكون لصالح الشعب السوري والجيش السوري , والان نحن أمام واقع يجب أن يرضى به بعض من تامروا ومولوا وتورطوا بالدم السوري ..وهو أن دمشق عادت لتقف من جديد ..وتبين أن الذين قدموا موقفهم النبيل والشريف من سوريا , كانت وجهة نظرهم هي الصائبة ...وهي وجهة نظر بدون ثمن , بعكس ..من ادعوا الخوف على الشعب السوري وكان حتى خوفهم مدفوع الثمن ...
أنا لم أزر سوريا منذ (15) عاما , ولكني الان سأزورها ..لدي حنين للخلاخيل , وللحب وللشعر ...ولرؤية الوجوه التي قاتلت دهرا كاملا ولم يخذلها قاسيون ولا الأيام ..ولم تخذل العروبة أو تخذل سوريا
حمى الله سوريا ...
الرأي