عمون - لقمان إسكندر - كمن يطلق النار على خاصرته. لن يجرؤ رجل الاعمال دونالد ترمب على إجبار ماكينة القرار الامريكي على قطع المساعدات عن الاردن. لكن ماذا لو فعل؟

ما يدعو للذعر أن خطوة ترمب ليست آخر مشواره. الوجبة الاولى من قراراته البالستية أطلقت. نحن ننتظر "صليات" قريبة. وإذا صدقت التسريبات فإن اعلان ترمب" مجرد بالون اختبار لما يريده حقا.

إنّ غضب المجتمع الدولي ليس غضبا على "القدس" فقط، بل لأنه أيضا يدرك أن القادم من ترمب أخطر. فماذا سنفعل نحن والرجل لن يتوقف عن إحراجنا، ويريدنا أتباعا من دون حتى "برستيج".

لن نوافق. وهذا سيفرض علينا تبعات.

يقول اقتصاديون أردنيون: "ليته يفعلها"، فمن أحاط علما بطبيعة المساعدات الامريكية للاردن يدرك أنها تفرض على المتهور ترمب أن يكون أكثر عقلا، والا يجازف. على أن توقع العقل في عالم مجنون، جنون.

المساعدات الامريكية للأردن تخدم مصالح واشنطن في المنطقة. وتمنحنا "القوة" المعنوية، لا الاقتصادية.

من حيث القوة المعنوية، فعمق دور المملكة الجيوسياسي يمنح سياسييها مساحات مناورة معقولة، أمام جبروت الادارة الامريكية.

إن إعادة انتشار لاقتصادنا وميزانيته، والتوسع في فتح خطوط سياسية واقتصادية دولية، ستحصننا من تهور ترمب. فموقعنا الجيوسياسي يؤهلنا أن نعاند رجل اعمال يظن أن بالإمكان ضبط ايقاع السياسي على دفتر محاسبة الشركات.

لكن المطلوب في هذه المرحلة إدارة حصيفة، ليست فقط في الشق الاقتصادي، بل في الوزن السياسي.

اليوم نحن بحاجة الى وزراء برتبة مفاوضين مهرة، فأسلحة المرحلة القادمة اردنيا، تتطلب سياسيين، لا كبار موظفين في الدولة.

القوة التي أظهرها جلالة الملك تحتاج الى بطانة مناسبة للمرحلة. رجال حول الملك اكثر ذكاء، . فالمنطقة تستدير اليوم بتاريخها. استدارة حادة لن ننجوا منها بشخصيات كبار موظفي الدولة.