لأنَّك أَحْسنتَ – قبل كلِّ شيءٍ - قراءة الواقع العربي المُفكك المهترئ الذي أحكمْتَ قبضتكَ عليه , وأجدتَ تركيبَ حُطامهِ كما يحلو لكَ , وفكَّكته وركَّبته كدُمْيةٍ منزوعة الأطراف سقطت من يد طفلٍ يلهو.
شكرًا ترامب !
لأنَّك طرقْتَ طَرْقًا مُوجعًا على الذاكرة العربية الإسلامية النائمة؛ لتستيقظ وتذوب على أبوابها كل الإشكاليات الصغيرة والجانبية.
شكرًا ترامب !
لأنَّك فتحتَ حُصونَ العقل العربي والمسلم؛ ليرى أنَّك وحدكَ مَن يحمل أشلاءَ الكيان الصهيوني على ظهره, وأنَّ ظهركَ حتمًا سينحني أمامَ عِظَمِ عروبة فلسطين.
شكرًا ترامب !
لأنَّكَ أطلقتَ علينا كُنْيةَ العالم الثالث؛ لنضعها دائمًا بين قوسين, ولم تعلم أنَّ وراءه عالمًا آخر من الكرامة والشَّرف, لن تنال منهما تهديداتك وغطرستك وحَمَاقاتك.
شكرًا ترامب !
لأنَّكَ فتحتَ الباب للشرفاء على مصراعيه؛ لينسحب الجميع إلى بيتٍ واحد وقلبٍ واحد وسقْفٍ واحد.
شكرًا ترامب!
لأنَّك ورياحك العاتية وأعاصيرك الجاثية التي اقتلعتَ بها الكثير من النقود والعهود والاتفاقيات, لن تستطيع أنْ تُحرِّك بها حجرًا صغيرًا من حجارة فلسطين .
وقائمة الشكر تطول وتطول !
ولكن عليك أنْ تبحث عن الطريق التي أتيتَ منها؛ لأنكَ ستعودُ منها؛ فأزقَّة القدس مُغلقة, ومفاتيحها في جسد كلِّ مُسلمٍ شريف...