الحرب تتوالى فصولاً .. على المنازل
محمود الريماوي
25-02-2009 11:18 PM
في وقت يغرق فيه تنظيم سياسي فلسطيني إلى أذنيه باستثمار الحرب على غزة، لتحقيق مكاسب فئوية خاصة به وليس بالشعب أو القضية، وبينما
لم تتضح بعد صورة ملاحقة مجرمي الحرب أمام العدالة الدولية، في هذا الوقت أعلنت سلطة الاحتلال عن عزمها على هدم ثمانين منزلاً بجوار القدس في قرية سلوان، والذريعة السمجة أن المنازل غير مرخصة. مع العلم أن المنازل قديمة مقامة قبل العام 1967 الذي قامت فيه سلطة الاحتلال غير الشرعية.
بهذا، فإن حرب البرابرة تتوالى فصولاً، ولكن بصورة أخرى. فبعد الإبادة البشرية، ها هي عملية مصادرة الأرض وتغيير معالمها تستمر، وبخاصة في القدس وما حولها. يتم ذلك قبل تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة برئاسة نتنياهو، وفي وقت تستمر فيه حكومة أولمرت
لتصريف الأعمال.
قيل عن حق بأنه تم شن الحرب على غزة في مرحلة فراغ رئاسي أميركي قبل أن ينتقل أوباما إلى البيت الأبيض، فبماذا يمكن أن توصف الحرب الجديدة على المنازل؟. توصف بأنها تحد لساكن البيت الأبيض، ومحاولة فرض أمر واقع عليه. لقد زار مبعوثه جورج ميتشيل، المنطقة، ويستعد لجولة جديدة غير أن مضيفيه الإسرائيليين لم يضعوه في صورة جهودهم لإحلال السلام عبر مواصلة الحرب على المنازل. وهو أسلوب إسرائيلي تقليدي يجمع بين الابتزاز، والعنجهية.
سبق لسلطات الاحتلال أن هدمت ما يزيد على ثلاثة آلاف منزل في الضفة الغربية، بالجرافات وليس بقصف الطائرات الحربية، كما فعلت في غزة. ترغب هذه السلطات في ممارسة سياستها الاستئصالية هذه على مرأى ومسمع من العالم، تاركة للفلسطينيين أن يتنازعوا على السلطة، وأن يحقق بعضهم أمجاداً وهمية على أنقاض الشعب والأرض.وأن يضعوا شروطاً على بعضهم بعضاً، بما ييسر للاحتلال المضي في تنفيذ مخططاته تحت ستار دخان تنازع الفلسطينيين، وتشاطرهم على بعضهم، وبخاصة أولئك الذين بنوا سمعتهم في الماضي، على أنهم زاهدون كل الزهد في السلطة والأمجاد الدنيوية.
يصف أحمد الطيبي، التيار الفاشي والاستئصالي في الدولة العبرية بأنه بات التيار المركزي في الحياة السياسية الإسرائيلية. التعامل مع هذه الدولة المارقة، يتعين أن يتم على هذا الأساس ووفق هذه الرؤية. فاليمين بمختلف تلاوينه في تل أبيب يشهد حالة من الجموح والعودة المتسارعة إلى رؤى وسياسات جذرية ذات محتوى عنصري وتوسعي وليس أقل من ذلك.ما يرتب مهاماً بديهية وأولى، تقوم على السعي لنبذ هذه الدولة ومحاصرتها سياسياً ودبلوماسياً، ورفض التعامل مع خطابها القائم على صناعة الكذب، واعتماد سلوكها على الأرض معياراً وحيداً لتقييم مواقفها.
وسوى ذلك، فلسوف يتم الدخول مجدداً في أحابيل ما يسمى العملية السلمية، وتبديد المزيد من الوقت وصرف الأنظار عما يتم اقترافه على الأرض.- السجل