جرب الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش ذات الطريقة وساوم المغفور له الملك الحسين بن طلال بقطع المساعدات أو تغيير الموقف من الحرب على العراق كذلك لوحت أنذاك بلدان خليجية عدة , فرفض الحسين , وبعد سنوات قليلة , صدق الحسين.. وصدم العالم بمآل اليه الوضع في العراق بسبب الحرب والإحتلال الأميركي.
التضييق على الأردن في ذلك الوقت بلغ ذروته لكنه صبر وصمد , ها هو ذات المشهد يتكرر , والولايات المتحدة تهدد وتتوعد الدول التي رفضت قرار رئيسها ترمب الإعتراف بالقدس عاصمة للإحتلال الإسرائيلي وألمحت خصوصا
الى الدول التي تتلقى مساعدات , ولأن الأردن رأس حربة في مواجهة القرار فحتما هو المطلوب رقم واحد في قائمة الدول المهددة.
المشكلة هي أن الولايات المتحدة لا تزال تسير على مبدأ سنة جورج دبليو بوش , إما معي أو ضدي « وهي تتوعد 128 دولة رفضت في تصويت حر جرى في إجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة القرار الأميركي , ومعروف أن للأردن دورا كبيرا في التوصل الى هذه النتيجة.
الأردن لا يبيع القدس ولن يفعل بأي ثمن , لأن القدس في عقيدته المفصل الذي لا يخضع لمفاصلة ولا مفاضلة ولا مساومة فلا ثمن لها وليس هناك ما يضاهيها قيمة على وجه الأرض.. وحركته لتثبيت هويتها والحقوق الفلسطينية فيها تحركها هذه المبادىء وهذه القيم.
في خطاب له , قال الملك عبداالله الثاني « لو فرضنا أن جهة ما عرضت علينا 100 مليار دولار , على أن نبدل مواقفنا على حساب مصالح الأردن , سنرفض ونقول له مع السلامة , ولا نريد فلسا واحدا «. وكما صمد الأردن في مواقف لم تقل صعوبة وواجه ضغوطا لم تقل قوة وتضييقا بلغ الحلقوم , هو سيصمد في هذه المعركة أيضا والفرق أنه يدخلها وهو مدرك لكل ما سيصادفه على الطريق ويدخلها والعالم كله معه في الموقف , والأهم هو أن القيادة والشعب واحد على هذا الطريق وهو عنصر القوة وسبب التحمل والصبر ومواجهة الضغوط.
صحيح أن الأردن بحاجة ماسة الى المساعدات أو ما تبقى منها في ظرف صعب , لكن ذلك لا يعادل القدس ولا يضاهيها مكانة مهما بلغت قيمتها , والملك يعرف أن المال الى زوال لكن المواقف تبقى شجرة جذورها ثابتة وفروعها في السماء والقدس في عقيدة الهاشميين كذلك.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تلجأ فيها إسرائيل الى مثل هذه الأساليب الخبيثة في إستغلال الظرف الإقتصادي للأردن لثنيه عن مواقفه في القضية الفلسطينية والقدس خصوصا , ورئيس وزراءالإحتلال الإسرائيلي طالما كان يعاني صعوبة عندما يكون الضيف الثاني في البيت الأبيض بعد الملك عبداالله.
سيصمد الأردن ولا يبيع القدس هذا هو موقف الأمس واليوم وغدا الى أن تقوم الساعة.
الرأي
qadmaniisam@yahoo.com