هي تأدية لأمانة .. وليس بحثا عن شرف وصاية
د.هيا عاشور
23-12-2017 12:02 AM
تتكاثف المنشورات في تجريحٍ لدول صغيرة ضعيفة، لم تفهم القضية الفلسطينية حيث عُمرٍ معظم هذه الدول أقصر بكثير من تاريخ القضية . ويخرج البعض بتحليلات يربط فيها التواريخ بين وعد بلفور وإعلان ترامب ، وأخرون يعلِلون بمعتقدات دينية وراء هذا القرار بما أسموه المسيحية الصهيونية ، والتي ينتمي لها على الأقل رئيسان للولايات المتحدة الامريكية احدهما رونالد ريغان والآخر دونالد ترامب.
ويحتفل اخرون بما أسموه انتصار في التصويت الأخير للجمعية العمومية للأمم المتحدة ، وجميع ما ذُكر فيه كل الحقيقة.
اما فيما يخص بلدنا الحبيب وأثر وتداعيات ما عصفه هذا القرار من أزمة فحقيقة الامر انها لسعادة ان يلّتحم الشعب والقيادة وان تنصاع الحكومة لهذا التلاحم في الذود عن الحق ولكن وفي هذا المساق وجب علينا ان نفهم ونُفارق عن : ماذا هذا الدفاع؟
وحتى لا اظلم وأُعطِ للآخرين حق الاشتباه في فهم الرأي، الا انه اجده لزاماً ان أوضح عن ماذا تلاحم الشعب والقيادة وتوافقوا عن الذود عنه، حيثُ كُتبت مقالات ومنشورات لا بل صرّحت شخصيات ممن يُطلق عليهم النُخب من قادة الرأي والسياسيين والمُفكرين والاعلاميين ، والتي ارى فيها انقاص لحق، لا بل تضعيفاً لهذه اللُحمّة، فقد صرح معالي الاستاذ عدنان ابو عوده وبجانبه معالي الدكتور مروان المعشر واخرون من هؤلاء النُخبة ، حيثُ اقتبس ما صرح به معالي ابو عوده في امتعاضه في ان بعض الدول تريد ان تُصادر الوصايا الهاشمية للقدس من آلِ هاشم، واُنهي الاقتباس.
كما اشار الدكتور مروان المعشر الى أننا قد فقدنا مُعظم حلفاءنا ان لم يكن جميعهم، وهنا يكون في تكرار تناقل مثل هذا الفكر فيه ازاحة وكما ذكرت إنقاص حقٍ في هدف ما أُسميه (حربنا).
وفي توضيحي لهذا الهدف أقول ان الهاشميون قٓبِلوا التكليف في الوصاية على القدس وما الثورة العربية الكبرى في نبض الهاشميين الشرفاء الا من وازع حبهم لهذه الارض وإيمانهم بهذا الدين ، وهم الأشراف من نسل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، ولن يزيدهم من بعد هذا الشرف لا وصاية ولا ادارة للمقدسات ، وأجزم أن سيدنا الشريف الهاشمي جلالة الملك عبد الله ، ما قام به ويقوم به الا تحقيقاً لهذه الوصاية التي كُلف به اجداده وجلالته من بعدهم حافظين للأمانة ، وما استشهاد جلالة المغفور له بإذنه تعالى عبد الله الاول بساحة الأقصى الا تأكيد على حفظهم للأمانة ولو بدمائهم.
ونحن اردنيون أكرمنا الله بهذه القيادة من شُرفاء العالم، نلتف ونصطف خلف مليكنا في تحقيق لهذه الأمانة دفاعاً عن القدس ومقدساتها، وليس لإبقاء على تكليف وصاية ولا سعيا للبحث عن لقب .
ونَذكُر جميعا التفت جامعة الدول العربية على الاردن في بداية السبعينيات حين صدر قرار ان الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني ، هو منظمة التحرير الفلسطينية، وما كان من هذا القرار من الأردن وقيادتها الا مزيداً وعطاء للأهل في الاراضي الفلسطينية المحتلة ،وليس بتكليف وإنما بنخوة وشهامة نُصرة الأخ لأخيه، فما عاد هناك استحقاقات لواجب دور مسند اليه ، وعادت الكَرة في أواخر الثمانينيّات فكان فك الارتباط .
وهنا أردتُ ان اعُطِ مليكنا وأنفسنا الحق أن حربنا هي حفاظ على أمانة ودفاعا عن أرض ومقدسات وليس غير ذلك.
أما الشطر الثاني: فيما اشار اليه بخسارة تحالفات، فتاريخنا هو المتحدث وهو الشاهد على النوايا وايضا ومنذ الثورة العربية الكُبرى ، مروراً بالمملكة المُتحدة وبتحالف مع العراق واليمن ومصر في الثمانينيّات ، وجميعها ما كانت الا من اجل هدفٍ واحد اجتمع بالإيمان به قيادتنا مع الشرفاء من أمتنا العربية في نصرة الانسان العربي والدفاع عن حريته وأرضه وكرامته من كل معتدي، وتشهد الكرك وجنوب الاْردن في فرش ارضها لقوات المملكة العربية السعودية وحتى منتصف السبعينات كما كان عليه الحال لشقيقتها (المفرق) وشمال المملكة في احتضان القوات المسلحة العراقية ولا ننسى شهداءنا من القوات المسلحة على ارض سوريا في الجولان .
هكذا كانت تحالفاتنا ليس كسبا ولا ترزقاً وإنما اعلاء لكلمة الحق ، وما خسرنا وهم الخاسرون، فالأردن باقِ بقاء الدهر، وعالِ شامخٌ بقيادته ، وعظيمٌ بشعبه.