مثل شعبي أردني ينطبق على الحالة التي يعاني منها الأردن مع بعض دول النفط الغنية الشقيقة بين قوسين، فالشقيق لا يجوع شقيقه ، و الشقيق لا يكذب شقيقه و لا يسلمه ، و الشقيق لا يقضي العمر يتمنن على الآخرين و الآخرون هم أصحاب الأولية و صاحب الأولية ما يلتحق ، لقد آن الأوان ربما أن نتوقف عن التواضع العبثي الذي لا يوصل إلى شيء و لا يفيد أحدا و أن نسمي الأشياء بأسمائها دون إسفاف و لا تجريح و لكن ببساطة الفلاح الذي يقول ما بقلبه و لا يداهن و لا يتملق و لا يقبل الضيم.
بعض الدول الغنية الخليجية التي تسرف بالأموال و تبعثر الثروات على كل من هب و دب ، و على زعيط نطاط الحيط مثل ترامب ابو ندهتين تستكثر على الأردن مساعدة و لو بالحد الأدنى كي يقوم بأود شعبه و كي يتمكن من القيام بالمسئوليات الملقاة على عاتقه تجاه قضاياه الوطنية و القومية ، ثم عند كل كريهة يستدعى الأردن للوقوف إلى جانب تلك الدول الشقيقة الغنية.
خاصمنا قطر ، نعم خاصمنا قطر و قطر أطيب قلبا و أكرم وفادة و أرق عودا معنا من غيرها من دول الخليج الغنية ، و قطر لا تطلب من أن نقف معها في أي موقف ، و قطر تستضيف ثلاثة و أربعين ألف أردني يعملون لديها رغم علاقاتنا السيئة معها خاصمناها فقط لأن أشقاءنا الأغنياء يريدوننا أن نخاصمها و نخفض تمثيلنا الدبلوماسي معها ، ثم أغلقنا مكاتب قناة الجزيرة و سحبنا تراخيصها لأن إخواننا و أشقائنا الخليجيين الأغنياء يريدوننا أن نكمم أفواه الجزيرة و نبقى نسهر على مضافة إخواننا الأغنياء التي يأتي الخبر العاجل فيها بعد شهر.
ابتعدنا عن إيران و سوريا و دمرنا كل مصالحنا معهما حتى نرضي إخواننا و أشقاءنا الأغنياء في الخليج ، و صارت إيران بالنسبة لنا عدوا و الشيعة أكثر ضررا من اليهود علينا كل ذلك حتى نرضي أشقائنا الأغنياء في الخليج.
كشرنا في وجه أردوغان الذي تحبه الناس في كل أرجاء العالم العربي و الذي لو ترشح للانتخابات في أي بلد عربي لحصل على الأغلبية الساحقة ، كشرنا بوجهه و استقبلناه ببرود عندنا و ابتعدنا عنه و هو الذي يسمح لنا نحن الأردنيين بالدخول إلى تركيا بدون تأشيرة دخول و بدون أن ندفع فلسا واحدا و أن نتملك و نقيم و نتزوج و نستثمر بينما أشقائنا في الخليج لا نحصل على تأشيرة دخول عندهم إلا بعد أن نقبل أحذيتهم و نتوسل إليهم و ندفع مئات الدنانير و لا نستطيع أن نعمل و لا نتملك و لا نتزوج و لا نقيم إلا بشق الأنفس ، خاصمنا ذلك الرجل الطيب إرضاء لأشقائنا الأغنياء في الخليج.
أوقفنا كل خطط التنمية التي نحتاجها ، و اضطررنا للصلح مع الكيان الصهيوني اليهودي اللئيم لنقص المعونات من إخواننا الأغنياء في الخليج و لم نشك و لم نتألم و لم نتوقف عن حب إخواننا الأغنياء في الخليج ، جاءت عاصفة الحزم ضد الإخوة في اليمن و عصفنا مع إخواننا في الخليج رغم أننا غير مقتنعين بكل حروب داحس و الغبراء العربية ، ثم جاء تحالف إخواننا الأغنياء في الخليج ضد داعش و دعشنا مع الداعشين و أرسلنا خيرة طيارينا و ضباطنا للحرب و فقدنا بصورة دراماتيكية واحدا من أبنائنا و فلذات أكبادنا ، كل ذلك من اجل إخواننا الأغنياء في الخليج ، و حينما تهدد أمن البحرين أرسلنا أبنائنا رهوا و عدوا و حمينا إخواننا في البحرين من أجل إخواننا الأغنياء في الخليج.
عند كل مصيبة يتذكرنا إخواننا الأغنياء في الخليج و عند السعة لا ينظرون إلينا ننظر إليهم بعينين فيغمضوا عيونهم حتى لا يروننا ، و نبتسم لهم فتتجهم وجوههم و نذكرهم بالخير فيذكروننا بالشر ، ندعوهم إخواننا و يدعوننا بالمقيمين أو الرفيق كالهنود و الفلبينيين ، ثم بعد كل هذا يعيروننا ببعض الدريهمات التي يمنون علينا بها بين الحين و الآخر و كأننا أيتما على مآدب لئام ، و نحن دائما نغالب دموع الحيرة و العتب و نعض على الجرح و نقول بهمش بظلوا اخوانا ، لكن يبدو أن إخواننا الأغنياء في الخليج يحبون قفا ايفانكا ترامب أكثر من وجوه أبنائنا ، الدولارات وهبت للأمريكيين بينما المسلمون و نحن منهم يتضورون جوعا و يرزحون تحت نير ديون تذلهم بالنهار و تقهرهم بالليل و إخواننا الأغنياء بالخليج لا من سمع و لا من دري .
السفير الإيراني في عمان قال خذوا مالا و سلاحا و نفطا مجانا لعشرين سنة ، و سفير إحدى الدول الخليجية الغنية من الأشقاء قال اخرسوا و قفوا معنا و انتم لا تعترفون بالجميل و من علينا بما قدم من مال و لم نمنن عليه بما قدمنا من دماء ، هذه هي الحقيقة و هذه هي المواقف و هذا هو الوضع و دشرونا من الدبلوماسية التي لا تطعم خبزا و لا تسقي ماء ، إخواننا الأغنياء في الخليج يريدوننا حمار عرس للحطب و الماء و آن الأوان أن نودعهم و نبطل نعزف على وتر أن هناك نصف مليون أردني يعملون لديهم ، لن يستغنوا عنهم و لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئا ضدهم و إن فعلوا فلدينا ما نفعل ؟
أيها الملك اقبل دعوات إيران لزيارتها و لنتصالح مع قطر فالدول مصالح و مصالحنا ليست مع أشقائنا الأغنياء في الخليج.
قبل أن أغادر أيها الملك الناس معك فلا تخش أحدا و إن عزمت فلا تتردد و توكل على الله ، و من يتوكل على الله فهو حسبه ، إن الله بالغ أمره .