عهدنا شبت وعهودهم شاخت ..
إيهاب مجاهد التميمي
22-12-2017 02:38 PM
سريعة هي الايام التي نقلت طفلتنا عهد من غرفتها الصغيرة المليئة بصور القدس وفلسطين الى جدران صماء كتبت عليها "مررت من هنا".
وهاهي "ملكة جمال المقاومة" تحفر اسمها على جدران سجون الاحتلال الزائلة..وتضحك في وجه سجانتها التي اشتاطت غضبا من ضحكتها الصفراء كصفرة شعرها المجدول وكانه خارطة طريق لجيل جديد لم نفهمه.
عهد التميمي التي أحرجت رجولتنا وداست على عهودهم التي شاخت وكتب عليها الجيش الذي لا يقهر..قهرت جيشهم في طفولتها، بعد ان أحرجت كبارهم الذين انتظروا انتقالها الى سن "الرجولة" لتنفيذ عملية اعتقالها "البطولية" ليسجلوا نصرا جديدا للجيش المقهور من صفعة عهدنا التي مزقت وجه غطرسة الج.
لم تكن عهد التي سبقت سنها اول طفلة تدخل سجون الاحتلال الصهيوني ولن تكون الأخيرة..فكم من طفل ولد في السجون، وتخرج منها قبل أن يعود إليها قبل أن ينال الشهادة العليا، فيما لايزال منهم من ينتظر الخروج منها.
ولم تكن عهد اول "سعيدة" بقهر سجانيها واحراج عدالة مطرقهم، التي زادت اجوبتها من القرع على رؤوس القضاة الذين تسائلوا في قرارة أنفسهم "من اي ارض نبتت هاذه الطفلة" وعن نوع الحليب الذي شبت عليه،
ومن القضاة من تسائل عن التهم التي ستحاكم بها الطفلة بعد أن تخرج من السجن، واي نوع من المقاومة ستلجأ لها مستقبلا بعد أن كسرت حواجز الخوف التي تمترس خلفها المحتل واعتمد عليها وعلى الجدران في حماية خوفه من عهد واخواتها وعدم تنفيذ عهودهم.