facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




عودة الروح


محمد ابوسماقة
19-04-2007 03:00 AM

بداية اعتذر من القراء والأصدقاء لفترة غياب طوعي نفذتها لمدة شهر ونصف الشهر تجاه الكتابة الصحفية وأسباب الغياب الطوعي من قبلي كانت المخرج الوحيد لي في أن ادخل عنصر الكتابة الصحفية التي أمارسها في إطار من وعي العلاقة ما بيني وما بين الكتابة من طرف والقارئ من طرف اخر وان أوظفها في معارك جانبية تغذى من قبل حاملي المباخر ، فليس من حقي أن أوظف مقالا صحفيا ليخدم موقفا أو قضية شخصية لي فالمقال الصحفي هو ملك للقارىء وملك للموقف العام الذي يتخذه الكاتب تجاه القضايا والموضوعات التي تحوز على اهتمامه وعلى اهتمام الناس وهمومهم وقضاياهم وكذلك الموقف تجاه الاحداث على كل الأصعدة.
من هنا فإنني أعود واطرح سؤالا طالما طرحته على نفسي وربما يكون قد تبادر إلى ذهني - أي ذلك السؤال - في عام 1985 عندما جلسنا وزملاء آخرون في الصحافة على مقعد دراسة مادة الكتابة الصحفية لنحدد ماذا نريد من الصحافة وما نهدف في كتابة المقال الصحفي سواء ما يسمى العامود اليومي أو المقال الافتتاحي او التعليق السياسي والمحلي او التعليق الاقتصادي ، فليس من المعقول أن تكتب فقط لمجرد الكتابة فإذا أردت ذلك فعليك ان لا تكتب في وسيلة إعلام هي ملك للجمهور ومن حق الجمهور أن يجد ما يبحث عنه في الخبر او التعليق أو المقالة لان المطلوب في النهاية الموقف فالموقف الصحفي هو جوهر صدقية العملية الاتصالية بين الصحفي والقارىء ومن خلاله يحكم القارئ على الكاتب وبشكل مباشر إذا ما كان هذا الكاتب او ذاك الكاتب قريبا للموقف العام للقارئ وقضاياه وهمومه وتطلعاته بل في أحلامه نحو المجتمع والحياة.
ومن خلال الموقف تتعرف على وجهة القراء وميولهم بل تكتشف جوانية موقفك الذاتي ومدى التصاق أفكارك ومبادئك مع ما تطرحه على الملأ وتنتقل ملكيته إلى الناس فالكلمة بعد أن تنفذ من صاحبها لم تعد تخصه وحده بل تخص من يسمعها ومن يقرؤها لذلك فان مساألة مدى موضوعية الكتابة والقدرة على حمل الموقف بل نقل الموقف إلى الرأي العام باعتباره جزءا من موقف كلي للناس دون الانحياز لطرف على حساب طرف اخر أو دون ان ينبع الرأي من جراء تأثيرات جانبية معنوية كانت أو مادية مسألة صعبة وتحتاج إلى قدرة ضميرية كبيرة وهذه مسألة يحكم عليها القارىء الذي لم يعد ذكاؤه اقل بكثير من فهلوة الشطار بل أن ذكاء القارئ أصبح الأداة الحقيقية للحكم على صدقية الكثير الكثير من المواقف والآراء. من هنا فان الكتابة الصحفية كائن حي قابل للحياة ويتحرك وينمو طالما في الأرض قيم سامية وصور نقية بكل معاني الطفولة والحب وطالما هناك قصص وحكايات تنسجها قلوب تتعطر كل صباح بالياسمين وتغتسل مساء بسكينة السماء وتسكن في روحانية جدلية العلاقة ما بين المكان والزمان والانسان فالعلاقة بينهما هي كلمة يقولها المرء ويمشي بل يمضي قدما دون ان يلتفت الى الخلف ويدرك ان يوم أمس كان مجرد رقم في الماضي البعيد.
بصراحة اعود الى الحياة من خلال الوعي والوعي يأتي من خلال الكتابة لذا فإنني اعود ثانية الى الروح ، وما أجمل روح الحياة وحياة الروح.
mabusummaqa@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :