facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




أوراق متعبة


سهير بشناق
22-12-2017 01:19 AM


محطات العمر...

• المحطة الاولى..

عندما كانت طفلة لم تكن تجد شيئا ممتعا بقدر ان تنثر الوانها على اوراقها البيضاء وترى برسوماتها اجمل اللوحات وتجد من يثني عليها ويشاركها نظرتها للحياة بمفهومها.

عندما كانت طفلة لم تكن تدرك معنى الدموع سوى وهي منهمرة من عيونها لعدم اقنتائها لعبة جديدة فاحلامها وايامها نقية هي ذاتها عنوان الطفولة باجمل صورها عندما كانت طفلة كانت تتسلل بالمساء الى حضن والدتها دون خجل لانها كانت تعلم ان ذاك الحضن ملجأها وحقها ومكانها وباب مفتوح لها لا يمكنه ان يغلق كل شيء بايامها كان جميلا... لانها طفلة...

*المحطة الثانية..

ها هي مرحلة الطفولة تمتزج بنضج من نوع اخر نضج غير مكتمل مرحلة ما بين بقايا الطفولة ومحاولات للتعرف على الحياة وعلى الاخرين في مرحلتها هذه لا يكون الوجع سهلا ولا الخيبة بالاخرين مقبولة فهي لا تزال ترى بعيونها صدق والدتها وكل من حولها القادرين دوما على منحها الحب والصدق..

مرحلة تبدأ فيها بتوديع الطفولة شيئا فشيئا لتكتشف معنى الصداقة.. ونفوس الاخرين تحمل بذاتها توقعات جميلة من الاخرين.. ومن العلاقات لا تعترف بالالم لانها لم تكتشفه بعد ولا تدرك ان هناك نفوسا قادرة على الخذلان..

هي مرحلة ما بين القبول والرفض لعالم اخر يختلف عن الطفولة.. لاكتشاف كل من حولها محاولات جديدة لبناء قناعات واحلام وامال مختلفة علها تقودها الى شيء جديد مختلف...

* المحطة الثالثة

لم تعد كما كانت في كل مرة كانت بها تتعرف على العالم وعلى الاخرين كان شيئا جديدا بها يتغير ويتبدل.. ودعت الطفولة واوراقها وذكرياتها لتنتقل الى عالم الكبار..

في مرحلتها هذه تعرفت للمرة الاولى على الحب... ولكنه الحب الذي رافقها منذ الازل هي تلك النبضات التي كانت تعتقد انها لا تنبض الا بالصدق..

الحب كما كانت تفهمه... لانها لا تزال في نفسها بقايا من طفولة جميلة عاشتها كان كل من حولها قادرين على منحها ما تستحقه لكن الحياة لا تبقى كما كانت عند بدايات الوجع والالم

الحياة تتغير بقدر ما نشعر ونكتشف ان الحب ليس دورياً كما اكتشفناه ونحن صغار، الحياة تتغير وتغيرنا عندما نصبح قادرين على اكتشاف الاخر وكيف يمكن للحب هذه القيمة الجميلة النقية ان يحولها الاخرون ببشاعتهم وقسوتهم الى حلم عشنا به لحظات وتبدد وكأنه لم يكن..

في محطتها هذه بدات باكتشاف الوجع بعد ان منحت الاخر كل ما تملكه من حب واخلاص وتفاني بالعلاقة معتقدة ان الحب طريقها للخلاص وانه يحمل لها كل ما هو جميل وصادق هي محطة من محطات العمر نكبر فيها اكثر مما يجب ليس سنوات لكننا نكبر من اعماقنا وقلوبنا بحجم ما تالمنا وخذلنا..

هي محطة تغيرنا الى الابد لنبدا بعدها بالتعامل مع الحياة والايام والاخرين دون ان نكون قادرين على رؤية الجميل بهم وبنفوسهم لاننا تغيرنا..

هي محطة نستبدل بها الورود باشواكها.. لاننا نحمل باعماقنا جروح تلك الورود التي ادهشتنا بجمالها ورائحتها ولم نكن نعلم ان اشواكها ستنغرس في قلوبنا هي محطة نفقد بها الامل بالحب ونحيا مرحلة ما بين الواقع وبين الحلم فلا نحن قادرون على تقبل الواقع ولا التخلي عن احلامنا التي لا يزال بريقها ينبض فينا..

* المحطة الرابعة..

لانها لا تزال تبحث عن الفرح وهو بحث ازلي يرافقنا في كل محطات الحياة نتخلى عنه حينا ونعود لنبحث عنه حينا اخر لا تزال هي تحاول ان تجده دون ان تعترف بالحب من جديد

ولكن كيف يمكن للانسان ان يحيا بلا حب..

كيف يمكن ان يعيش اللحظة دون ان يستشعر الحب بكل مما حوله بوجه الاخر... بنبض القلب وان كان متعبا..

برائحة الورود دون ان تمسنا اشواكها هي بتلك المحطة تحتاج لان تداوي آلامها تحتاج لقلب نقي... لرجولة حقيقية ليست مزيفة لرجولة ترى بالمراة كائناً يستحق ان يحصل على الفرح والحب دون زيف وخذلان وآلام، هي تحتاج ان تعود لطفولتها لتمنحها من جديد براءة لا مثيل لها... براءة تمكنها من رؤية الاخرين دون ان يكونوا قادرين على منح الاخرين الالام والوجع الذي يدمي نفوسهم..

هي لا تختلف عن البشر الذين لا يرغبون بفقد الامل ولا يتنازلون عن احلامهم بسهولة فما ان يفقدوا واحدا حتى يبحثوا عن الاخر ليتمكنوا من العيش فالحياة دون حب موحشة وغربة تلفها الايام تنقلنا من حال الى اخر لنفقد بها قدرتنا على الشعور بمعنى الايام ولو بنبضة قلب واحدة مختلفة في هذه المحطة كلما ما ارادته يد صديق... رجل ليس حبيبا لانها اصبحت تخشى الحب وتشعر بانها كامراة لا تمتلك القدرة على الحب من جديد كل ما احتاجته صديق تعود معه لايام طفولتها ببراءة لا تسقطها الايام من حساباتها برغم كل الوجع في هذه المحطة لا ننسى وجعنا ونرى تجاربنا من خلفنا كلما مرت ذكراها بانفسنا تالمنا وكانها غصة بالقلب لكننا اصبحنا قادرين على رؤيتها من مكان بعيد... من مكان لا ينهينا بقدر ما يغيرنا نكون بهذه المرحلة قادرين على تميز الاخرين وقراءة قلوبهم واكتشاف مكنوناتهم لان الثقة عندنا تغيرت لم نعد نمنحها بالمطلق ولان قلوبنا لم تعد كما كانت اصبحت نبضاتها وحاجتها للحب والامان مختلفة عن الماضي...

بهذه المرحلة نتناسى ونستمر لكننا لا نتمتلك القدرة على المغفرة كما كنا اطفالا..

كل ما نفعله اننا نغفر لاحلامنا ونعتذر من نفوسنا وقلوبنا لانها تحيا بعالم به مساحة كبيرة من القسوة عالم به قلوب هي ابعد عن الصدق وعن البراءة كل ما تفعله انها تسبب الالام للاخرين وتصيبنا بالخذلان والخيبات..

بتلك المرحلة والمحطة كبرنا وكبرنا وفهمنا الحياة كما هي لكننا لا نزال قادرين على اشعال شمعة والجلوس امامها ومنعها من الاحتراق لانها املنا الوحيد بالبحث عن الفرح ولو جاء متاخرا..

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :