تحدّى العالم بأسره في جلسة طارئة للأمم المتّحدة قرار الرئيس الأمريكي ترمب الأحادي الجانب لنقل سفارة بلادة للقدس وسجّلت معظم دول العالم انتصارا أممياً في العمق، حيث أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة بـالأغلبية الساحقة مشروع قرار عربي إسلامي يرفض أي إجراءات تهدف إلى تغيير الوضع في القدس، وذلك يعني ضمنياً رفض القرار الأميركي باعتبار المدينة المقدسة عاصمة إسرائيل:
1. مشروع القرار الأممي الذي تقدّمت به تركيا واليمن باسم المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي سجّل تصويتاً غير مسبوق لصالح القدس، حيث وافق على القرار 128 صوتاً مقابل 9 أصوات رافضة وامتناع 35 عن التصويت.
2. القرار الأممي أكّد على أن أي إجراءات تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس ملغاة وباطلة، وطالب بتكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في إقليم الشرق الأوسط، وأردف على قرار الجمعية العامة لجميع الدول بالامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس.
3. القرار الأممي ساندته الدول العربية والإسلامية قاطبةً وشرفاء العالم وصوتت معه بالرغم من لغة التشكيك والحرب الإعلامية التي مارسها رئيس الوزراء الإسرائيلي والإعلام الأمريكي قُبيل التصويت، وهذه وِقفة تُسجّل في ميزان القدس لكل الدول العربية والإسلامية وشرفاء العالم المحبين للسلام.
4. القرار الأممي رسالة قويّة للرد على قرار الرئيس الأمريكي بالرفض المطلق، وخصوصاً بعد التهديدات والمِنّة بقطع المساعدات المالية على الدول التي ستصوّت مع القرار.
5. القرار الأممي يُشكّل دعماً من المنظومة والشرعية الدولية للفلسطينيين لإثبات أن عاصمتهم القدس الشريف وأن الفلسطينيين ليسوا وحدهم في الميدان وأن القرار الأمريكي جائر ويؤجّج المشاعر ويشكّل استفزازا للمسلمين والمسيحيين على السواء.
6. ثمّنت المجموعة العربية في الأمم المتحدة أيضاً دور جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله تعالى والذي كان له الفضل الأكبر في هذه السابقة التاريخية لصالح القدس، والدور الأردني في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وأشادوا في توفير الحماية والتصدّي للمحاولات غير الشرعية بحكم الوصاية الهاشمية على المقدسات لامتلاكها الشرعية الدينية والقانونية والتاريخية في ذلك.
7. القرار الأممي فرصة لعزل الاحتلال الإسرائيلي، وهنالك فرصة كبيرة من خلاله لتوحيد الجهود العالمية لفرض حل الدولتين وإيجاد سلام شامل في إقليم الشرق الأوسط من خلال ضغط المنظومة الدولية على أمريكا وإسرائيل.
8. مطلوب البناء على هذا القرار الأممي لصالح القدس وفلسطين والدول المُحبّة للسلام والتعايش لغايات تعضيد وتشبيك الجهود العالمية على سبيل الحل الشامل في فلسطين وإقليم الشرق الأوسط برمّته لأن القدس هي مفتاح الحل السلمي.
بصراحة: وِقفة المجتمع الدولي لنُصرة القدس وفلسطين تُسجّل في التاريخ والإنسانية والعدل والسلام والحق، والمطلوب استثمار هذا النصر المؤزّر للبناء عليه في توضيح الحق الفلسطيني لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.