إلى أمك يا عهد التميمي .. ألف تحية
قمر النابلسي
21-12-2017 12:00 PM
كيف أنت يا أم عهد؟ كيف نمت ليلتيك الماضيتين؟ هل نمت، هل غمض لك جفن وعهد في الأسر؟ كيف مرت عليك الليالي وحضنك من عهدٍ خال ٍ؟ليلتان لم تمسدي شعرها الأشقر الجميل ولم تقرئي عليها المعوذات.
يا أم عهد لي ابنتان جميلتان هما عيناي الاثنتان، أخاف عليهما من نسمة الهواء، و أدعو لهما في الصباح والمساء أن يبعد عنهما ربي شياطين الجن والإنس ويحميهما رب السماء، يا أم عهد كلما نظرت اليهما أرى عهداً وتفر من عيني دمعة وتشتعل في قلبي نارٌ هوجاء.
كم وددت أن أقول لك أنني أتعاطف معك يا أم الشجاعة والإقدام ،وأشعر بما تشعرين به، لكنني والله منك يا أم عهد أخجل ،ومن نفسي كذلك الخجلان، فهل شعوري بالقلق والخوف أذا يوماً تأخرت أبنتي أو كان هاتفها مغلقاً في يدها ولم تجب على اتصالاتي، في بلد أنعم الله به علينا والحمد لله بالأمان، بلد لم نشعر به يوماً بالخوف أو بالقلق أو الحرمان ،هل يمكن أن يقارب خوفك وحرقة قلبك على طفلتك تنتزعها الوحوش من بين يديك في جوف الظلام، لم ينتظروا حتى الأذان، قبل الفجر أخذوها وحرموها من الأهل والإخوان، في الزنزانة زجّوها دون رحمة أو حتى احترام لحقوق الأطفال.
سلمت الأيادي التي ربت زهرة بألف رجل شجاع مقدام ،سلمت القبضة الصغيرة مرفوعة في وجه البندقية والجلاد والظُلّام، فتاة السبعة عشراً ربيعاً تخشاها دولة الإرهاب، الدولة التي روعت أشباه الرجال.
مغفل أنت يا ترمب...إذا كانت هكذا صغيراتنا ،فكيف بالله النساء والشباب والرجال.
مغفل أنت يا ترمب... إذا اعتقدت يوماً أن حقاً يضيع وراءه عهد ومثلها ملايين الزهرات.
ساذج انت يا ترمب... لم تقرأ التاريخ والجاهل عدو لنفسه ،وجالب على شعبه البلاء.
ساذج أنت يا ترمب... فلا الفيتو رقم 43 الذي لوحت به، الداعم لكيان العنكبوت ،ولا قرارك بتغير وضع مسرى رسول الله سيغير ما تقرره الشعوب ،والشمس لا تتغطى بغربال، هو قرارُ شعب ما زال يمسك بيده اليمنى مفتاح منزل ينتظر العودة ،وبيده اليسرى الحجر ،وفي قلبه ايمان وثقة بنصر من الله قريب ،ودحر لكل الغزاة.
بحق أنبياء الله الذين ولدوا في أرضها أرض الرباط ،بحق الأنبياء الذين دفنوا في ثراها المقدس، وبحق من مر من أنبيائها وأقاموا لهم المقامات، الحق سينتصر ،بحق دماء الشهداء الطاهر الذي روى أرضها ،سيعود الحق الى أهله ،بحق دموع الأمهات الثكالى والزوجات المفجوعات واليتامى، بحق كسر قلوب الشيوخ والضعفاء. لن يضيع حق وراءه شعب مؤمن جبار مقاوم.
ترمب...ربما لن تفهم ما أقول فحين كنت مشغولاً بجمع الثروة والنساء والنقود، كانت نساؤنا تربي ألف ألف عهد ....فعهد علينا يا مسرى رسول الله أن نبقى على العهد المبين.