هل سيولد محور جديد في المنطقة لإحداث صراعات جديدة
د.بكر خازر المجالي
20-12-2017 06:36 PM
لا شيء يمكن ان نتجاوزه ولا ان نقلل من احتمالية وقوعه، ولكن هناك استراتيجية قوية في السياسة الاردنية هي عدم ركوب موجة الاختلافات حتى لو كان هدفها الاردن، وبالتالي فإن الاردن لا يمكن ان يتخلى عن عمق علاقاته مع المملكة العربية السعودية وهي علاقات تاريخية متجذرة منذ عام 1932، ولا يمكن للأردن ان يدير ظهره لأي شقيق كان طالما كان الاردن على الدوام في طليعة امته في خدمة قضايا المنطقة والقضية الفلسطينية تحديدا خاصة بالنسبة لملف القدس.
في المرحلة الاخيرة برزت تحولات جديدة في المنطقة مع قرب الخلاص من ملف داعش، واحدث قرار الرئيس الامريكي وسياسته تجاه قطر الشقيقة وتجاه القدس احدث حالة من التجاذب السياسي السلبي، وتكهنات لا يمكن ادراك ابعادها للان، ونحن امام اعادة ترتيب الاوراق السياسية ولكن لا يخلو ذلك من اساليب الحسابات الفورية والرد على كل من ليس معي بأي شكل كان .
نحن في حالة مخاض مستمر وولادات عسيرة ستكون غير ثابتة على الاطلاق ، ولا ثقة بأي مولود لان هناك من سيخلفه ويحدث تغييرا اخر .
والاهم في هذا السياق الانتباه الى المتاجرين بالخلافات والذين من مصلحتهم احداث التصعيد للوصول الى حالة مناسبة لتنفيذ اجندات معينة ، وهنا يجب استجلاء هذه الاجندات المفترضة التي يسعون اليها ، فهل من تلك الاجندات احداث تحول ديمغرافي بتحريك شعوب من اوطانها الاصلية ؟
هل هناك توجه لإحياء خيارات طرحت سابقا لتنفيذها على الطريقة الامريكية والاسرائيلية ؟
هل هناك توجه لإغراق المنطقة في صراع دموي جديد بأطراف متحاربة جديدة على اساس استحداث محور او اكثر جديد وتغذية الشهية لتحالفات جديدة استكمالا لمخطط اقتلوا العرب بأيدي العرب .؟
هل هناك توجه عالمي متصهين لخلق مملكة الرب الصهيونية الموعودة التي ستمهد لإعادة ظهور السيد المسيح عليه السلام كما هو الهدف الرئيسي من وعد بلفور في الاصل الذي يتجاوز الوطن القومي ؟
هل الاعتقاد في بدء المخططات الجديدة هو تجريد القدس من اي علاقة خارجية بها ،واعتبارها ارض محتلة بالكامل كباقي منطقة الضفة الغربية ؟
هل يمكن الاعتبار من احداث سابقة من ذوي القربى من يوم ان حاولت منظمة المؤتمر الاسلامي عام 1969 سحب البساط من تحت الاردن فيما يتعلق بشؤون القدس والابتعاد عن تكليف الاردن بأي ملف مقدسي بدءا من تجاوز الاردن في قضية حرق منبر المسجد الاقصى ،وبقي الموضوع معلقا 23 سنة الى ان بادر المغفور له الملك الحسين باتخاذ قرار اعادة بناء المنبر اردنيا وفي ارض الاردن وبنفقات اردنية بالكامل وبجهود اكملها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين؟؟
اعتقد ان علينا ان نربط احداث التاريخ جميعها بعضها ببعض ، وان ندرك ان السيناريو المرسوم للمنطقة سيتم تمريره في غفلة او غير غفلة ، ولكن ما هي استعداداتنا للمستقبل وللواقع الذي نحياه ؟
ما هي اساليب الرد على ما يتم بمصداقية وواقعية واقناع حتى نتجنب تلك الاثار السيئة لكل ما يجري ؟
هل نكتفي بالإبداع بإنشاء محطات اعلامية جديدة بلا منهج ولا هدف سوى هدف قناعتنا بان ما هو على الساحة في مستواه الأدنى - على حد الاعتقاد - ونلجأ لحلول تنتج ولادات قيصرية رغم ان لدينا محطات اعلامية متميزة علينا ان نوجه الدعم لها لا ان يكون لدينا انفاق اوسلوية جديدة وهذا ليس في الاعلام فحسب بل ايضا في السياسات الشبابية.
في قضية القدس الاخيرة تميز التلفزيون الاردني الرسمي بتغطيته وتعامله كتلفزيون للمملكة الاردنية الهاشمية ..
وربما الحاجة الى تغطية اوسع ومساحة اكبر في حرية التعبير عن قضايا نراها تفرض نفسها علينا في مسائل التحالفات والمحاور والوصاية والرعاية والتقسيم والضم والتجزئة والتهجير ونقل مقدرات الامة وغيرها ..
ولكن كأردنيين لدينا حالة وعي غير مسبوقة .. ولدينا توحد كامل مع القدس وفلسطين شعبا وارضا .. ولا نجامل وحتى لو كانت سياسة التجويع تستهدفنا ، وسيبقى الاردنيون كما قال الشهيد وصفي التل هم احسن العرب .