الملك من باريس: لا حل دون القدس عاصمة لفلسطين
19-12-2017 05:20 PM
عمون - أكد جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الثلاثاء أنه لا حل للقضية الفلسطينية دون القدس عاصمة لدولة فلسطين المستقلة، مشيرا الى ان القرار الامريكي باعتبارها عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن اليها انتهاك للقوانين الدولية.
وقال جلالته خلال مؤتمر صحفي جمعه بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في باريس، أنه لا حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي خارج إطار حل الدولتين، مؤكدا على حق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة.
واضاف جلالته ان القدس هي مفتاح لحل كل التحديات التي نواجهها، مشيرا الى ان الاردن سيواصل دوره التاريخي والديني في حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
واشار جلالته الى ان عمّان وباريس متفقتان على ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في مدينة القدس، مؤكدا انها في نهاية الامر هي العاصمة الابدية للمسلمين والمسيحيين، قائلا "علينا ان نعلم جميعا ان اقدم مجتمع مسيحي جاء من هذه الأرض".
وشكر جلالته فرنسا على دعمها الدائم للأردن سياسيا واقتصاديا.
من جهته الرئيس الفرنسي ماكرون، قال إن وضع القدس لا يجب ان ينفصل عن قضايا التسوية الشاملة، مؤكد التزام بلاده في التشارك مع الملك عبدالله الثاني بالإبقاء على الوضع القائم في القدس.
وأكد ماكرون على التنسيق والتعاون الوثيق مع الأردن باعتباره حامي المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، مشيرا الى ضرورة التوصل الى حل سلمي لإحلال السلام في المنطقة.
وحيا الرئيس الفرنسي ماكرون جلالة الملك لاختياره السلام واصراره عليه، مبينا ان الاردن شريك استراتيجي لفرنسا.
وقال ماكرون "إن الوقت ليس مناسبا لمبادرة فرنسية بشأن القدس، لكن سنعمل من خلال شراكتنا الاستراتيجية مع الأردن"
وأعلن الرئيس الفرنسي انه سيزور المملكة في صيف 2018 لمناقشة مسائل عديدة مع جلالة الملك، اضافة الى الرغبة بتعزيز العلاقة بين البلدين في مختلف المجالات.
ووصل جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الثلاثاء العاصمة الفرنسية باريس والتقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الإليزيه.
وأجرى جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مباحثات، ركزت على التطورات الإقليمية الراهنة، خصوصا تلك المتعلقة بمدينة القدس بعد القرار الأمريكي الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
وخلال المباحثات الموسعة التي جرت في قصر الإليزيه بحضور عدد من كبار المسؤولين في البلدين، تم التأكيد على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين الأردن وفرنسا تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والارتقاء بمستويات التعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية.
وأدلى جلالة الملك والرئيس الفرنسي بتصريحات صحفية مشتركة عقب المباحثات الثنائية والموسعة، أعرب جلالته خلالها عن تقديره للدور البناء للرئيس الفرنسي في الشرق الأوسط، وحرص الأردن على العمل مع فرنسا من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وتاليا نص التصريحات الصحفية لجلالة الملك:
" فخامة الرئيس، أشكركم على حسن الاستقبال.
إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم في فرنسا مرة أخرى هذا العام.
أود أيضا أن أشيد بالدور القيادي الكبير الذي تبذلونه إزاء التحديات الصعبة التي نواجهها في منطقتنا، حيث تنادون بقيم الأمل والعقلانية للتحديات التي نواجهها.
بقينا على اتصال وثيق على مدى تصدينا لمختلف التحديات التي نواجهها. وأظهر بلدانا قدرا كبيرا من الشراكة القوية والمستمرة في التطور في الاتجاه الصحيح.
إن الأردن وفرنسا كما ذكرتم فخامة الرئيس يعتزون بمستوى العلاقات المتقدم الذي يجمعهما في المجالين العسكري والأمني.
كما نقدر دعم فرنسا لنا لمواجهة التحديات الاقتصادية التي نمر بها، وللتبادل الثقافي الوثيق التي أشرتم إليه للتو.
اليوم، تبادلنا الآراء حول كيفية تمتين العلاقات بين بلدينا، وكيفية التعامل مع التطورات الملحة الأخيرة.
لقد أشرتم فخامة الرئيس إلى أن القضية الفلسطينية ما تزال القضية الأكثر أهمية في المنطقة. وكما نعلم جميعا فإن القدس هي مفتاح الحل للتحديات الماثلة أمامنا.
وفي هذا الشأن، فإن قرار الولايات المتحدة الأحادي الجانب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يخالف – من وجهة نظرنا – القانون الدولي.
لقد اتفقنا، كلانا، على أنه لا بديل لحل الدولتين، وأنه لا يوجد حل بدون القدس.
إن مسألة القدس يجب تسويتها ضمن إطار الحل النهائي واتفاق سلام عادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يستند إلى حل الدولتين.
ومثل هذا الاتفاق يجب أن يمكِّن الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش إلى جانب إسرائيل.
والتحدي الماثل أمامنا جميعا هو أن حقوق المسلمين والمسيحيين في القدس لا يمكن إنكارها، إذ يجمعنا تاريخ حافل، وقد تم التعبير عن ذلك بشكل واضح من قبل القيادات المسيحية والإسلامية الذين التقيتهم في الأردن قبل يومين، وأيضا خلال لقائي مع قداسة البابا فرنسيس صباح هذا اليوم.
ومن منطلق الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، سيستمر الأردن بتحمل مسؤولياته الدينية والتاريخية تجاه المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف.
وفي هذه المرحلة، علينا الحرص على العمل معا، وهنا أتفق مع الرؤى والأفكار التي طرحتها فخامة الرئيس بهدف الوصول إلى حل دائم لهذا الصراع طويل الأمد.
نحن مستعدون للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والرئيس محمود عباس، في دعم جهودهم مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام.
وقد بحثنا أيضا، كما أشرتم فخامة الرئيس، التطورات في سوريا، حيث شكلت الحرب على الإرهاب أولويتنا الأولى، وقد تم تحقيق تقدم كبير في الحرب على الجماعات الإرهابية ميدانيا. والآن، هناك حاجة إلى المزيد من الجهود للبناء على محادثات استانا – كما ذكرتم – للوصول إلى حل سياسي بالشكل الصحيح، وبما يضمن – في نهاية المطاف – استقرار ووحدة ومستقبل سوريا.
وكصديق وأخ لكم، فخامة الرئيس، فإنني أؤكد أننا في الأردن سنقف إلى جانبكم، ونتطلع قدما إلى الكثير من المبادرات التي ستقدمها فرنسا والتي من شأنها أن تضعنا في الاتجاه الصحيح.
وأقدر عالياً النقاشات المهمة التي جمعتنا اليوم، وستمكننا من أن نجعل من العام 2018 عاماً أفضل.
أشكركم مرة أخرى، فخامة الرئيس، على ترحيبكم الحار، وآمل أن نستضيفكم في الأردن قريبا. شكرا جزيلاً".