من الملاحظ انه وللعام الثامن على التوالي تتفوق مشتريات البنوك المركزية من الذهب على مبيعاتها اي منذ الازمة المالية العالمية والهدف من شراء الذهب والاحتفاظ به تنويع الاحتياطيات وتخفيض المخاطر اضافة الى التحوط من اضطراب سعر صرف العملات وضعف العوائد على أدوات الاستثمار وخاصة سندات الخزانة الاميركية مع الأخذ في الاعتبار العلاقة العكسية بين سعر الذهب والتضخم وحيث يصبح الذهب ملاذا آمنا لحماية القوة الشرائية
للاموال المستثمرة والدراسات أظهرت تناغم مؤشرات الذهب والتضخم خلال الخمسين عام الماضية.

وأصبحت البنوك المركزية لاتبيع الذهب بل تحتفظ به كملاذ آمن وقت الازمات الاقتصادية وحيث لاحظنا على سبيل المثال ارتفاع سعر الذهب بحوالي ١٠٠دولار للأوقية منذ تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي نتيجة التخوف من التأثيرات السلبية لهذا الانسحاب على الاقتصاد والاستثمار العالمي بينما تتابع البنوك المركزية عن كثب العوامل التي تؤثر على سعر الذهب لاتخاذ الخطوات اللازمة والمناسبة وفي مقدمة العوامل اداء اقتصاد الولايات المتحده وتحركات سعر الدولار بالاضافة الى عامل انتاج الذهب والطلب على المجوهرات من الصين والهند.

وتحركات سعر الفائده الاميركية والتي تلعب دورا سلبيا في تحركات سعر الذهب وحيث ان الادوات المالية التي تدر عائد مثل السندات تصبح اكثر جاذبية من الذهب باعتبار ان الذهب معدن عقيم لايولد ارباح ذاتية لانه لاينمو من الناحية المادية بمرور الوقت بعكس الاصول المالية البديلة كما يتاثر سعر الذهب بأزمات الديون ومبيعات البنوك المركزية والتحسن الدائم في المعطيات الاقتصادية الاميركية قد يعزز الارتفاع المستمر في سعر الفائدة مما يزيد من قوة الدولار في اسواق الصرف ويخفض اسعار السلع الاولية ومنها الذهب.
وفي بداية شهر ١٢ الحالي تراجع سعر الذهب لأدنى مستوياته في أربعة اشهر مع ارتفاع الدولار بدعم من التفاؤل المتعلق باصلاح ضريبي في الولايات المتحدة وحيث تراجع سعر الذهب الى ١٢٥٧ دولارا للأوقية بينما تراجع سعر الذهب الى مستوى ٨،١٢٥٥دولار للأوقية بتاريخ ٨/٨ الماضي.

واحتياطي الذهب في البنك المركزي الاردني سجل اعلى مستوى له في تشرين الثاني الماضي مرتفعا بنحو ٢،١ طن عن المستوى التاريخي المسجل في كانون الثاني عام ٢٠١٧ البالغ ٧،٤٣طن بينما بالمقابل تراجعت احتياطات المملكة من العملات الاجنبية بنهاية تشرين الاول الى ٧،١١ مليار دولار بتراجع نسبته ٣ ٪عن مستوى الاحتياطي المسجل في تشرين الاول عام ٢٠١٦ والبالغ نحو ١٢ مليار دولار.

وتخوف روسيا من الوقوع في ازمة اقتصادية حاده بسبب الانهيار الحاد في سعر النفط وسعر صرف العملة الروسية الروبل قام البنك المركزي الروسي في شراء كميات ضخمة من الذهب خلال عام ٢٠١٥ واشترى عام ٢٠١٦ ٣٥٦ الف طن ليصبح اكبر مشتري للذهب بين البنوك المركزيه في العالم وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي ومشتريات روسيا من الذهب خلال عامي ٢٠١٥ وعام ٢٠١٦ رفع احتياطي الذهب في روسيا نحو ١٤٣٧ طن بحيث اصبحت روسيا سادس اكبر دوله تملك من الاحتياطيات الذهبية وفقا لمجلس الذهب العالمي.

واستنادا الى منشورات مجلس الذهب العالمي فان ١٥ دوله عربية ضمن قائمة المئة دولة في احتياطيات الذهب بينما تصدرت السعودية القائمة العربية وحلت في المركز ١٦ عالميا وحيث تملك ٩،٣٢٢طن من الذهب في مصرفها المركزي يمثل ٣،٢ ٪من مجموع احتياطياتها الدولية والتي تشمل النقد الاجنبي والاصول السائلة والسندات بينما احتلت لبنان المركز الثاني عربيا و١٨ عالميا باحتياطي يقدر ٨،٢٨٦ طن والذي يمثل ٧،٢٠ ٪من احتياطيات البلد الدولية.

الراي