في الثامن عشر من شهر كانون الأول من كل عام تصادف الذكرى السنوية للاحتفال بيوم الشرطة والامن العرب، الذي يعتبر من المناسبات العزيزة على قلوب أبناء الشعوب العربية قاطبة لأهميتها الكبيرة و مكانتها العظيمة، ليس بالنسبة لرجال الشرطة والامن العرب و حسب بل بالنسبة لكل مواطن عربي مخلص يعي ويقدر عظم المسؤولية الأمنية والأدبية الملقاة على عاتق وكاهل الأجهزة الأمنية العربية وما تقوم به من سهر وواجب امني وانساني ووقائي مسؤول ، وفر ويوفر اقصى درجات الحماية والامن والاستقرار لأبناء الوطن العربي و المجتمعات العربية، كون ان الامن العربي مطلب جماعي كل لا يتجزأ.

لمثل تلك الأهمية وعرفانا منا كمواطنين في هذا البلد الطيب الذي نعتز بالانتماء اليه وبقيادته الحكيمة التي نتفيأ بظلالها ونفتخر بنعمة الامن و الاستقرار الذي وفرته لنا من خلال اجهزتنا الأمنية الباسلة التي نرى ان لها علينا مطلق الحق بمشاركتها فرحة احتفالاتها في هذه الذكرى العطرة فنتقدم منها بواجب التهنئة و التبريك المقرون بوافر الشكر وعظيم الامتنان والعرفان لكافة منتسبي اجهزتنا الأمنية قادة وضباطا و افرادا وعاملين على حسن أدائهم وجميل عطائهم ونبل اخلاصهم وتفانيهم على صون امن الوطن وعلى حماية ورعاية امن مواطنه. ذاكرين باعتزاز ما وصلت اليه كوادر هذه الأجهزة من نقله نوعية ممتازة سواء كان ذلك من حيث تطورها نحو الأفضل بشريا وسلوكيا وعمليا لتسهيل مهمتها والقيام بواجبها المطلوب منها او من حيث تقدمها وتطورها فنيا و تقانيا وعلى اعلى مستوى يجعلها كفيلة بكشف ملابسات أي جريمة مستعصية الأثر. إضافة الى تحديثها المستمر و اعدادها المتواصل في فن التدريب وتأهيل الضباط والافراد و العناصر الخاصة طبقا لأحدث المعايير في هذا المجال .

اما بالنسبة الى ما تتحلى به من بنية أساسية فهي على قدر كبير من الكفاءة تتمثل بالمؤسسات التعليمية والأكاديمية المهنية منها او التدريبية يشهد لها بها كل من كان له شرف الدراسة والتعلم في معاهدها الاستفادة من خبراتها من مبعوثي الدول العربية و الصديقة الذين اثنوا على تلك المعاهد واشادوا بقدرتها وكفاءتها في مختلف المجالات الأمنية.

اما بالنسبة لدورها الإنساني والأمني خارج حدود الوطن فقد تمثل بمشاركتها في قوات حفظ السلام الدولية في العديد من دول العالم بطلب من هيئة الأمم المتحدة وهذا بمثابة اعتراف بمكانة اجهزتنا الأمنية وسمعتها الطيبة. وقد تجلى ذلك من خلال نجاحها على ارض الواقع في أداء المهام التي انيطت بها في العديد من الدول التي عملت فيها، نالت على اثرها رضا واستحسان واحترام شعوب تلك الدول التي قدرت عملها الإنساني هذا ، مثلما كانت أيضا محل اعجاب وتقدير قادت الأمم المتحدة وقوات الدول المشاركة الأخرى في الحملات الإنسانية مما أهلها الحصول على الكثير من الاوسمة و الشهادات التقديرية التي تؤكد على سلامة نهجها الإنساني الذي ادته بنجاح منقطع النظير.

اما فيما يتعلق بخطواتها الرائدة والرائعة التي خطتها اجهزتنا الأمنية والتي يشار لها بالبنان في وطننا العزيز فهي تلك المتمثلة بإلغاء ما كان يسمى بدائرة السجون والمعتقلات وتحويلها الى مراكز اصلاح وتأهيل تدرس وتطبق فيها البرامج الإصلاحية والمهنية الكفيلة بتعديل وتصحيح مسيرة وشخصية النزلاء نحو الاحسن و الأفضل ليعودوا بعدها الى اسرهم ومجتمعهم افرادا منتجين ومواطنين صالحين، لا ان يكونوا عالة على مجتمعهم وبلدهم.

ان مثل هذه الخطوة حققت الآمال المرجوة منها والاهداف المرسومة لها حيث لاقت بذلك الترحيب والثناء من مختلف الجمعيات و المؤسسات و المنظمات الدولية المهتمة برعاية السجون و حقوق الانسان محليا وعربيا ودوليا.

وبذلك تكون اجهزتنا الأمنية المثل والقدوة الذي يحتذى مستشهدين بالقول المأثور ( عينان لا تمسهما النار، عين باتت تحرس في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله ).