يوم الأحد الماضي كان جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في موقع المغطس مع مجموعة كبيرة من أبناء الطوائف المسيحية ليهنئهم بعيد الميلاد المجيد والمغطس هو موقع عماد السيد المسيح وهو المكان الذي انطلقت منه الديانة المسيحية في بداياتها .
هذه السنّة الحميدة التي سنها جلالة الملك كل عام لها دلالات كبيرة لأن الأردن هو بلد الأسرة الواحدة من شتى المنابت والأصول لا فرق بين أردني وفلسطيني ولا بين مسلم ومسيحيى فالكل ينتمي إلى هذه الأرض الطيبة وإلى ثرى هذا الوطن الطهور .
والمغطس بالإضافة إلى أنه موقع عماد السيد المسيح فهو قريب جدا من مدينة القدس هذه المدينة المقدسة التي تعيش في وجدان الملك ومقدساتها الإسلامية والمسيحية هي من مسؤولية جلالته وهو من أكثر القادة في العالم العربي والإسلامي المدافعين عن عروبتها وهو الذي تصدى لقرار الرئيس الأميركي الذي اعتبر هذه المدينة عاصمة لإسرائيل مخالفا بذلك كل القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وسيبحث اليوم مع قداسة البابا ومع الرئيس الفرنسي تداعيات هذه الخطوة غير القانونية وغير المدروسة للرئيس الأميركي دونالد ترمب .
لقد أعلن جلالة الملك أمام العالم أجمع بأن القدس عربية وستبقى عربية وأنها العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية وفي خطابه أمام القمة الإسلامية في اسطنبول أكد جلالته أمام العالم كله أن قرار الرئيس الأميركي لن يغير من الواقع في شيء وستبقى القدس عربية وهي عاصمة الدولة الفلسطينية .
لقد كان لقاء جلالته يوم الأحد الماضي في المغطس مع عدد كبير من أبناء الطوائف المسيحية له دلالات كبيرة ومؤثرة لكي يعرف كل العالم أن القيادة الهاشمية هي قيادة حكيمة ومتوازنة وأن شرعيتها مستمدة من شعبها الذي أقسم يمين الولاء لهذه القيادة وأنه يفتديها بالمهج والأرواح وأن الملك عبد الله الثاني هو راعي المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ولن يتخلى عن هذا الدور مهما كانت الظروف والأسباب حتى تتحقق أماني الشعب الفلسطيني في تحقيق حلمه في الدولة المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس الشريف .
إن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين يثبت كل يوم أنه القائد الشجاع الذي يعي المسؤوليات الملقاة على عاتقه سواء تجاه شعبه وتجاه أمته وسيبقى الأردن التوأم الحقيقي لفلسطين وسيقدم دائما كل ما يستطيع من أجل نصرة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال البغيض .
حفظ الله الملك وأطال في عمره ليبقى القائد الشجاع وحفظ الله الأردن تحت قيادته الرشيدة .
الدستور