يوميات اردنية: ماما الشاطرة
د.سيما كلالدة
18-12-2017 06:50 PM
أماني تحب اولادها
وتحب ان يكون اولادها الاوائل في الصف
وبعد حضور الاولاد من المدرسة، تستعد اماني للمعركة.
فتفرد الدفاتر و تٌغلق الخلويات والستائر، و تجمع الاولاد حول طاولة الطعام.
ايمن: لدي املاء
ربى: لدي قصيدة.
عٌلا: لدي نشاط عن التدوير و مطلوب طباعة خمس صور ملونة والصاقها على لوحة سوداء قياس متر.
و باتت اماني تٌحفظ و تٌلقن وتٌسمع و تٌعدد وتعيد وتعيد. حتى بات بيتها مثل المنحلة .
تارة تٌسمع لابنها ، ثم تذهب لابنتها و تعود تٌلصق وتٌلون وتٌرتب بلوحة ابنتها .
و اصبحت الساعة التاسعة مساءا والتدريس مستمر، والاولاد يتمايلون من التعب والنعاس.
ولكن اماني في اوج طاقتها ، متربعة على الكرسي تٌسمع وتعيد وتعيد.
طبعا أماني مداومة في المدرسة ، ولديها جميع أرقام المعلمات والامهات، فمن الضروري ان تبقى على اتصال تام كي لا يفوتها شيء، وتكون على معرفة
بكل شيء
كٌل الوقت
طوال الوقت.
عاد الاولاد من المدرسة فرحين بعلاماتهم ، او بالأحرى علامات اماني.
برافو اماني ، والله انك شاطرة.
نجحت اماني
وفشل اولادها
او بالأحرى فشلنا جميعاً.
التأهيل ضروري ليس لاماني وطريقة تفكيرها ، ولكن للوضع الدراسي بأكمله من مناهج ومعلمين واسلوب في التعليم.
لم يعد اسلوب احفظ، عدد، سمّع اسلوبا يجدي ،والدليل افواج الاوائل الخاتمين للعلم الذين فشلوا فشلا ذريعاً في حياتهم المهنية والعملية، ولكن نجح اخرون وابدعوا كانوا في تعداد همل الصف.
وليس من الصحيح تحميل الاباء والامهات مهمة تحويل البيوت الى غرف صفية لأواخر الليل.
رفقا بالآباء وبأولادنا .
واذا في القول مبالغة، اذهبوا لبيت اماني لتروا بأعينكم
بس ديروا بالكم بلاش يكون في امتحان عند أماني .....قصدي اولاد اماني