کسر الباب أم فتحه بالمفتاح؟
سعاد عزيز
18-12-2017 12:31 PM
متى نکسر الباب؟ عندما نريد دخول البيت وليس بەدنا مفتاح! لکن فيما لو کان هناك مفتاح فإن الحاجة تنعدم تماما لکسر الباب الذي سينجم عنه خسائر مادية، ولکن لو سحبنا الامر على نظام سياسي في بلد معين، وکانت هناك حاجة إقليمية أو دولية أو کلاهما معا لثمة تغيير سياسي هناك، فإن التفکير ينصب على إختيار أفضل الطرق و أکثرها إختصارا للجهد و المال و الزمن!
الاحداث و التطورات الجارية في المنطقة، تدل کلها على إن هناك نوع من الاجماع الاقليمي ـ الدولي على الدور السلبي الذي تنهض به الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة بشکل خاص ولاسيما من حيث التدخلات التي باتت تشکل تهديدا له تداعيات تتعدى حدود المنطقة و تفتح الابواب أمام إحتمالات متباينة من الممکن جدا أن تقود المنطقة نحو کارثة لاتحمد عقباها أبدا.
لو تأملنا في الخيارات المستخدمة حاليا على الصعيدين الاقليمي و الدولي من أجل مواجهة التهديد الايراني و لجمه و الحد من تأثيراته السلبية، فإننا نجد أنفسنا أمام کم کبير من الاجراءات المختلفة سواءا من حيث العقوبات الدولية المفروضة إقتصاديا على طهران أو إدراج الحرس الثوري و قادة في الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب أو کما نرى إقليميا التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد التدخلا الايراني في اليمن، هدا إذا وضعنا قرارات الادانة المتداعية عن الاجتماعات الاممية و الاقليمية و القارية ضد إيران جانبا، لکن الحصيلة التي نخرج بها من کل ذلك، هو إن إيران لازالت تمارس دورها ولازالت تقف على قدميها و تتحدى المنطقة و العالم، وذلك مايعني بالضرورة إن کل تلك الاجراءات وإن أثرت على الاوضاع السياسية و الاقتصادية الايرانية الى حد کبير، لکنها لازالت دون المستوى الذي يمکن إعتبارها فيه اساسية و رئيسية.
ماهو السبب الاهم الذي يقف خلف قوة الدور و النفوذ الايراني في المنطقة؟ بل ماهو السر الکامن وراء إستمرار هذا النفوذ و توسعه يوما بعد يوم؟ لانعتقد إن هناك من لايعلم بأن ذلك السبب الاساسي الذي يمنح القوة و الاقتدار العالي للدور و النفوذ الايراني في المنطقة يختصر في تلك الاحزاب و المنظمات و الميليشيات التابعة التابعة لإيران و تلتزم بالاوامر و التوجيهات الصادرة إليها من جانب الحرس الثوري الايراني، ومن المفيد جدا هنا الإشارة الى التصريح الاخير الذي أدلى به همام حمودي، رئيس المجلس الاعلى الاسلامي، والذي قال بکل صراحة و بالحرف الواحد بأن"المجلس الاعلى يمثل اليوم مشروع الامام خميني الذي نفذ في العراق و سينفذ في عموم المنطقة إنشاءالله"، إذ قد لايجرٶ مسٶول إيراني حکومي أن يدلي بهکذا تصريح"صلف"مٶدي و مهين للسيادة و الکرامة الوطنية العراقية، لکن وعندما يدلي به مسٶول أحد أذرعه کحمودي هذا، فإن القصة تختلف و تتخذ بعدا آخرا، وهذا هو سر الخطورة في النفوذ الايراني في بلدان المنطقة و الذي للأسف لانملك مانقابله به و نحد من تأثيره.
لکن، هل حقا ليس هناك مايمکن أن نقابل الاسلوب الايراني الملتوي هذا؟ لاغرو إذا ماقامت بلدان المنطقة بتأسيس أحزاب و منظمات تابعة لها في داخل إيران، فإن ذلك من شأنه أن يجعل من بلدان المنطقة و إيران في کفة واحدة من حيث النهج السياسي المتبع، غير إن هناك خيار مٶثر و مفيد و فعال جدا يمکن لبلدان المنطقة إستخدامه، يمکن تشبيهه بالمفتاح الذي يمکن من خلاله فتح الباب الايراني الموصد ولکن ليس لبلدان المنطقة و العالم وانما للشعب الايراني و إيجاد الحل المناسب للمشکلة الايرانية من أساسها وذلك من خلال دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية و التغيير و تفعيل ذلك بالاعتراف الرسمي بتلك القوة السياسية التي بإمکانها أن تمثل کل أطياف و شرائح الشعب الايراني بمختلف مکوناته، والتي تتحدد في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، الذي يمثل کابوسا لهذا النظام مسلط عليه کسيف ديموقليس، وعندما نقول الاعتراف الرسمي فإن ذلك يجب أن لايقف عند حد فتح مکاتب لهذا المجلس في عواصم بلدان المنطقة و العالم فقط وانما السماح لها أيضا بحضور کافة الاجتماعات و المٶتمرات التي تقام من أجل بحث أوضاع المنطقة من حيث الامن و الاستقرار و التطرف و الارهاب وکل مايتعلق بإيران، وبرأينا فإن ذلك سيمنح قوة إستثنائية للشارع الشعبي الايراني قد يکون بمثابة القشة التي تقصم ظهر البعير.