افتتاح معرض النافذة المقدسة للتشكيلية رجاء المكحل
18-12-2017 11:36 AM
عمون - مندوبا عن امين عام وزارة الثقافه افتتح الاديب مخلد بركات مدير الدراسات في وزارة الثقافه وبحضور ضيف الشرف السيد ذيب النسور معرض الفنانه التشكيليه رجاء المكحل السادس والذي حمل عنوان" النافذه المقدسه" في جاليري الدغليس بعمان وسط جمهور كبير من المهتمين بالشان الثقافي والفني والاهل والاصدقاء.
وقال بركات خلال جولته في أرجاء المعرض : "لقد رأيت لوحات تنم عن تطور ملحوظ في تجربة الفنانة حيث أنها تميل إلى التجريد الواعي ، و ترسم الحلم البعيد باللون الذي يميل إلى فضاءات الجنة والعشب البري ، ونلمس في بعض لوحاتها تحليلات نفسية للإدراك واللاوعي في جوانية النفس البشرية فضلاً عن رقة الملمس وخشونته في مواضع من اللوحات للدلالة على ثنائية الخير والشر وتمازجهما معا.
قدمت المكحل من خلال معرضها الجديد {النافذة المقسدسة } تأملاتها في النفس الإنسانية و مفاهيمها الخاصة عن الذات الانسانية و التي جسدتها بثمان و عشرون (28) لوحة بمساحات وأحجام مختلفة ، مدروسة على بناء العلاقة بين سطح اللوحة وتفاعلات المادة و روحية اللون ،معتمدة على تجسيم صورها الذهنية بأداء ابداعي حر، منطلقة من باب المدرسة التجريدية الهادفة ليتأملها المتذوق للفن ويفسرها بحريته و يدخل بحالة من التساؤلات الإيجابية التي غالبا ما ستقوده لتلمس سطح اللوحة بيده ليدرك أبعادها الخفية، ويستشعر طاقة غير مباشرة تدرك بالإحساس ، فهناك تنوع بالكثافات والخامات اللونية المميزة بروحية عطرية خاصة فطوعت العطر باللون ليكون القوام اللوني معطر ، وطوعت المواد الغذائية - الأكل- وعناصرأخرى من الطبيعة ،ليتفاعل المتذوق للفنون والجمال مع اللوحة على غير المعتاد بعرض الأعمال التشكيلية الجامدة بالروح و عدم التفاعل ، فيشارك المتلقي بالمنجز البصري من خلال تأمله و تلمس تضاريس سطح اللوحة ، ليدله الإحساس والتأمل على روحية اللوحة ، والتي و كأنها قطعة مقصوصة من تكوينات الأرض الغنية بالتنوع بين ناعم و خشن وبارز و أملس و قد تدلك الألوان على الفضاء النفسي الداخلي الخاص بكل متلقي أو على ظواهر و مفردات من الكون الخارجي .
التشكيلية المكحـل تقول :طرحـت بمعرضي {النافذة المقدسة} ، (28) عملا من نافذتي الشخصية ، وهي النفس التي من خلالهـا نطـل دوماً على ما نشاء من سبل الحيـاة واختيار العيش في أي تكوين من تكوينـات الأرض المتنوعة من صحـراء،جبال، بحار،أرياف، فالنفس تكرم بها كل إنسان فهي من تفتح لك الآفاق وتهبك خصوصية بأحجـام مساحات الحياة بل و تلوينها حسب رؤيتك الشخصية من نافذتك النفسية المستقلة ، فمن نافذتي النفسية كفنانة خلقت بلوحاتي فضاءات نشطة تعج بحيوية و تداخلات الألوان كحركة الحياة و بكونية أحاسيس خاصة عايشتها، و إن اكتفيـت بلون واحد فقط على سطح اللوحة عشت بتموجاتـه الضوئية ، فعبرت برمزية الألـوان عن رؤياي الفكـريـة و مستوى انفعالاتي النفسية حالي كحال أي إنسان من حيوية و حماس وإحباط وسكون وهمس ونداء وفزع و أمان وسمو وطمع ، مع التأمل في ذاتي و دراسة مخرج لكل نفق مظلـم علقت به كتجربـة، ,و وصولي لمرحلة زمنيـة تصاعـد فيها عندي الوعي ، وجدت لولا أن نفسي حية بداخلـي لما رأيـت ألـوان معاني الحيـاة بمحيطـي وبعالمي، فالنفــس من تكريمها أنها تذوق الموت ولا تموت ،ولتحيا النفس بسكينة فلابد من الإيمان ، الأمل، الإرادة، التفاؤل، الإعتماد بأي إنجازعلى الذات أولا وليس بانتظار رحمة و وفاء الآخرين وهذا ما أرسلته بلوحاتي.
فماذا لـوعَلقْـتُ بنفق مظلم ، ومكثت به دون سعي ذاتـي ، ولأعـوام على أمل أن يأتـي أحدهـم بالضوء لأجد المخرج !