عمون- يستعيد المخرج الارجنتيني استيبان سابير في فيلمه الروائي المعنون "اللاقط الهوائي" الذي تعرضه مؤسسة عبد الحميد شومان بعد غد الثلاثاء، مناخات زمن السينما الصامتة، ليقدم حكاية عن مدينة فقد الناس أصواتهم فيها.

والصوت الوحيد الذي يسمع في احداث الفيلم، هو صوت امرأة يعمل على تخدير الناس وتنويمهم حين تبثه محطة التلفزيون الوحيدة بالمدينة بين الحين والآخر، وهو اختيار عبر فيه المخرج عن مفهومه للدور السلبي للإعلام في هيمنته على عقول الناس واستلاب وعيهم وتغييبهم عن واقعهم.

فيلم" اللاقط الهوائي" مغامرة فنية مدهشة، يعيدنا فيه صانعه الى زمن السينما الخالصة بأسلوبية بدايات السينما الصامتة، في توظيف بديع للموسيقى في تآلف مع مفردات التقنيات المعاصرة، حيث ينجح في تقديم حكاية تبدو بسيطة في رثاء الانسان المعاصر، الذي لم يعد ممتلكا لأدوات خصوصيته، واصبح جزءا من لعبة وسائل الاتصال الحديثة.

بترا