يذهب المواطنون من مختلف مناطق العاصمة عمان من اصحاب المحال التجارية والمكاتب المختلفة والشركات بمختلف أنواعها من كل عام إلى امانة عمان كلٌ حسب منطقة الاختصاص وذلك لاستصدار رخصة مهن جديدة و/أو تجديدها.

ولكن للأسف يتفاجأ التجار والمستثمرون من التعليمات الغريبة والجديدة التي يكون هدفها الوحيد هو مضيعة الوقت بالنسبة لهذا القطاع المهم في دولتنا والذي لطالما تحدث صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين بالحديث عنه في المحافل الدولية والمهرجانات المحلية وفي اجتماعات مجلس الوزراء وفي الخطابات السامية الا وهو دعم الاستثمار والمستثمرين وتقديم التسهيلات اللازمة لهم.

ومن التعليمات الغريبة والغير منطقية التي تم تعميمها على شعب رخص المهن في مناطق امانة عمان مؤخراً هو انه في حال كانت الشركة طالبة التجديد و/أو إصدار رخصة المهن لها تريد ان تصدر رخصة مهن لغايات أن تكون مكاتب إدارية للشركة فإن هذه الغاية يجب أن تكون من ضمن غايات الشركة في السجل التجاري.

هل غاية مكاتب إدارية للشركة هي مهنة؟؟؟

وعليه، في حال لم يكن السجل التجاري للشركة يتضمن تلك الغاية فإن معاملة إصدار أو تجديد رخصة المهن ستتوقف إلى حين إضافة غاية مكاتب إدارية للشركة في السجل التجاري. لذا، ما هي الغاية من وراء هذا الإجراء غير المنطقي فإن أي شركة مسجلة حسب الأصول من الطبيعي جداً أن يكون لها مكاتب إدارية لتمارس نشاطها من خلاله. فـ لماذا هذا التعقيد؟ والمماطلة في الإجراءات؟؟

ممكن أن يأتي احدكم أن يقول هذا امر بسيط للشركة في ان تقوم بعمل اجتماع هيئة عامة غير عادي وان تقرر إضافة غاية جديدة. نعم صحيح هو امر سهل في حال كان الشركاء أردنيون ومتواجدون على اراضي المملكة. ولكن تكمن الصعوبة عندما يكون الشركاء في الشركة من غير الأردنيين وغير متواجدين على اراضي المملكة، في هذه الحالة سيأخذ موضوع إضافة الغاية الكثير من الوقت مما سيؤثر عملياً على تعاملات الشركة التي تتطلب وجود رخصة المهن كمطلب اساسي في أي معاملة مستقبلية، مما سيؤدي بالنتيجة إلى تذمر المستثمرين ونقل استثماراتهم إلى دول أكثر مرونة ودول تقدم تسهيلات متميزة تدفع عجلة استثمارهم إلى الأمام.

لكل ذلك، فإني اتمنى على معالي امين عمان أن يعيد النظر بالتعليمات التي تم إصدارها مؤخراً فيما يتعلق بـ تجديد و/إصدار رخص المهن بما يتماشى ورؤية جلالة الملك المعظم في دعم الاستثمار وتقديم التسهيلات الممكنة للمستثمرين.

والله من وراء القصد،،،