بداية
في رواية عشب الليل للروائي إبراهيم الكوني حذرت الخادمة العجوز سيدتها الشابة قائلة( فاحترسي من وليمة حكيمك المزعوم... حيثما توجد وليمة فثمة هاوية... لماذا توجد الهاوية وراء كل وليمة ؟.. لان الداهية لا يستطيع ان يكسب اتباعا اذا لم يغرهم بالوليمة... لان الداهية لا يستطيع أن يجر البلهاء إلى الهاوية اذا لم يعدهم بالوليمة، الوليمة سر كل هاوية)
**
لما كنا صغار، كان هناك أندية حارات، هذه الأندية تتشابه مع ما يسميه البعض هذه الأيام أحزاب، كانت هذه الأندية تتكون من لاعبي كرة القدم ( لعيبة حارات) وكان لهذه الأندية رئيس. وكانت تجري انتخابات رئيس النادي من قبل اولاد الحارة ولاني كنت اطمح دائما بان اكون الرئيس لهذا النادي بغض النظر عن الطريقة التي اصير فيها رئيسا، وقد كان لي منافس يحاول ينكد علي الفوز بالرئاسة بالتزكية فقد كنت اطلب من أمي ان تصنع لنا قلايتين واحد مكونة من خمس بيضات والثانية بندورة واعزم عليهن اولاد الحارة اللي هم اعضاء النادي واقدم لهم حليب كانت وزارة الصحة تصرفه للنساء الحوامل وفي اليوم الثاني افوز بنسبة 100% حتى منافسي بالانتخابات كان يصوت لي بعد ان يكون احد المعزومين على اساس اطعم الثم تستحي العين وبذلك اكون تفوقت على كثير من الزعماء اصحاب الاربع تسعات.
**
راجت في الآونة الأخيرة ظاهرة الولائم السياسية التي يوجه بموجبها صاحب الوليمة دعوة لكبار المسؤولين والوزراء كنوع من المجاملة الهادفة إلى جلب منفعة سياسية أو تمرير قرار أو لفت الإنتباه لوجود الداعي وأنه ما زال في الواجهة .
وقد تحولت هذه العزايم والولايم والمناسف الى ظاهرة سلبية وحولت المنافع الكرم والشجاعة الى منافع شخصية حسب راي نائب رئيس مجلس النواب عبد الله الجازي للبلقاء.
وعلى راي توجان فيصل فان التفسخ السياسي جعل السياسة تمارس في غرف الطعام وهذا إسفاف وعيب .لأنه يندرج تحت قاعدة(إشتريته بلقمته).
وبعد ان كنا المسف للكرم صار اسمه منسف سياسي.
royaalbassam@yahoo.com