لديك فقط (120) ثانية لتقرر أي قطعة يفترض بك أن تحركها من بين (16) قطعة تمتلكها منذ البداية.
تخيل! (120) ثانية لتقرأ تحركات الخصم، وتستكشف أغوار أفكاره، وتستطلع ملامح خطة قد وضعها، وتستشرف سيناريو الحوار بين الأبيض والأسود، على مدار تسعين دقيقة في أكبر مدة، أو على مدار خمس دقائق في أصغر مدة.
(120) ثانية فقط لتقرر مصير (16) قطعة بين يديك! (120) ثانية فقط لاختيار الكلمات المناسبة للحوار مع الجانب الاخر من الرقعة المربعة، المقسمة إلى (64) مربعا.
(120) ثانية فقط لترسم أقصر خط قد يصل بك إلى ملكة الطرف الآخر، ويكون بنفس الوقت حاجزا منيعا تحمي به ملكة طرفك.
(120) ثانية فقط لتقرر أي مسار سوف تسلك قطعك ال(16) بحيث لا تقع بأي فخ قد ينصبه لك خصمك!
(120) ثانية فقط لتقرأ لغة جسم نظيرك!
(120) ثانية فقط لديك لتقل كلمتك النهائية في لعبة الشطرنج!
الشطرنج هي أحد الاختبارات الحقيقية للصبر، وعدم التسرع، والتركيز، والتخطيط، وقدراتك التكتيكية، ومدى سيطرتك على أعصابك، ومن ثم تصب خلاصة تجربتك وخبرتك على رقعتها.
لا مجال للتراجع عن القرار، ولا مجال لتقرر خارج نطاق ال(120) ثانية، وإلا دق الجرس معلنا انتصار خصمك.
هي خارطة أفكار ليست خارطة طريق! لكن المشكلة أنك لديك فقط (120) ثانية لتسير خطوة آمنة تبعا لمعطيات الخارطة، وإلا وقعت في واحد من (32) فخا قد ينصبها لك خصمك!
بالنسبة لي، فقد علمتني الشطرنج أنني بإمكاني اتخاذ قرار في أي موضوع خلال (120) ثانية، بشرط، أن أفكر بهدوء تام.
وقد علمتني ألا أنخدع بمقدمة أي مشكلة قد تظهر أمامي في حياتي اليومية، بل يجب علي أن أعد لـ(120) ثانية قبل أن أتقبل المقدمة!
الشطرنج هي مرآة الوجه الآخر للعبة الكبرى في حياتنا.