الصحفيون الفلسطينيون في دائرة الاستهداف
17-12-2017 09:00 AM
عمون- "لن يسكتوا الأفواه، ولن تغلق عدسات الكاميرات، وسنواصل نقل رسالتنا الاعلامية للعالم، لفضح ممارسات الاحتلال التي تسعى الى طمس الحقيقة لارتكاب المزيد من عمليات القتل للفلسطينيين".
هذا ما قاله عدد من الصحفيين الذين تعرضوا للاعتداء المتعمد من قبل جنود الاحتلال خلال تغطيتهم لأحداث محافظة الخليل التي رافقت قمع الاحتلال للمسيرات السلمية الرافضة لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر ابو بكر، "ان النقابة رصدت 60 انتهاكا من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الصحفيين العاملين في الميدان لتغطية الاحداث وقمع الاحتلال للمسيرات السلمية الرافضة لقرار ترامب، وكان من بين هذه الانتهاكات اصابة عدد من الصحفيين بالرصاص الحي، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وإصابتهم بشكل مباشر بالقنابل الصوتية والدخانية التي كانت ترمى عليهم بشكل متعمد لمنعهم من مواصلة التغطية الإعلامية الى جانب منع التصوير ومصادرة الكاميرات والمعدات او تكسيرها".
واكد ابو بكر، ان هذه الاعتداءات تعتبر انتهاكا واضحا للقانون الدولي الذي كفل حرية التعبير ووفر الحماية للعاملين في الحقل الاعلامي في وقت الحرب، وأخرجهم من دائرة الاستهداف.
وتتابع نقابة الصحفيين هذه الاعتداءات المتعمدة، حيث تقوم بتوثيقها بشهادات مشفوعة بالقسم، وتم رفع تقرير بهذه الانتهاكات لاتحاد الصحفيين الدولي، واتحاد الصحفيين العرب اللذين اصدرا بدورهما بيانا يستنكر هذه الممارسات، ويطالب حكومة الاحتلال بعدم استهداف الاعلاميين او عرقلة عملهم في نقل الحقيقة.
وأشار ابو بكر الى ان هناك حملة علنية في المجتمع الاسرائيلي ومؤسساته عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحرض على قتل الصحفيين وملاحقتهم ومنعهم من التواجد في اماكن المواجهات.
واوضح ان النقابة دعت الى عقد لقاء لكافة المؤسسات الحقوقية لبحث آليات حماية الصحفيين الفلسطينيين في ظل مواصلة الاحتلال لسياسة تكميم الافواه، ومتابعتها في المحافل الدولية والمؤسسات الحقوقية.
مصور تلفزيون فلسطين في محافظة الخليل اياد الهشلمون قال: "لن نوقف البث، ولن نغلق عدسات الكاميرا، وسنبقى نحمل هم الشعب الفلسطيني ومعاناته المتواصلة من قبل قوات الاحتلال". وتعرض الهشلمون الجمعة الماضية للضرب خلال نقله وتغطيته للأحداث في محافظة الخليل، وقام جنود الاحتلال بعرقلة عمله ومنعوه من التصوير.
وسبق وان احتجزت قوات الاحتلال الهشلمون برفقة زملائه طاقم تلفزيون فلسطين على مدخل مخيم العروب، وأوقفوا مركبتهم واستخدموهم كدروع بشرية خلال المواجهات التي كانت تدور على مدخل المخيم، ويقول الهشلمون "ان قوات الاحتلال قالت لهم: لن تغادروا المكان إلى ان يغادر جنودنا المكان".
وتساءل الهشلمون عن واقع القانون الدولي في الارض الفلسطينية، تحديدا المادة رقم 19 التي كفلت حرية العمل الاعلامي، لا سيما في وقت الازمات والحروب، وطالب المؤسسات الدولية والحقوقية للوقوف عند مسئولياتها وحماية الصحفيين الذين تستهدفهم قوات الاحتلال برصاصها وممارساتها الهمجية الرامية لطمس الحقائق واستباحة المزيد من الدماء والتنكيل بالفلسطينيين العزل.
الصحفي بلال الطويل والذي احتجزته قوات الاحتلال خلال تصويره للأحداث في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل،" يقول: كل الفلسطينيين مستهدفون من قبل قوات الاحتلال التي لم تعد تميز بين صحفي او مسعف او غيرهم، الكل في مرمى نار الاحتلال"، وتعرض الطويل الى الشتائم النابية والتهديد اكثر من مرة وتم طرده بالقوة، ومنعوه من التصوير وتم مصادرة كاميرته لمسح الصور منها.
وقال الطويل: "انه سيعد فيديو يوثق كافة الاعتداءات والكلمات النابية والشتائم لفضح ممارسات جنود الاحتلال".
هشام الشرباتي من مؤسسة الحق كشف عن تزايد الاعتداءات على الصحفيين، مشيرا الى ان مؤسسة الحق تقوم بتوثيق هذه الانتهاكات خلال مقابلة كافة الصحفيين الذين تعرضوا للانتهاكات سواء بإطلاق النار او مصادرة المعدات والتهديد او الاعتقال والاحتجاز على خلفية النشر او التعبير عن الرأي، وانها ستقوم بعمل ملف كامل لرفعه قريبا الى المقرر الخاص بالحق في التعبير المكلف من الامم المتحدة لمتابعة الانتهاكات المتعلقة بالعمل الاعلامي والحريات.
وأشار الشرباتي الى ان حكومة الاحتلال ووزارة حربها تمارس الانتهاكات بحق الصحفيين خلافا للمادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان فيما يتعلق بحرية الصحافة، موضحا بان دولة الاحتلال التي وقعت على هذا الاتفاقيات لم تلتزم بها، وتقوم بشكل يومي بانتهاك الحريات وتطارد الصحفيين خلافا لما وقعت عليه من المعاهدات والاتفاقيات التي بقيت حبرا على ورق في ظل الاستهداف المتواصل لأبناء الشعب الفلسطيني بكل أطيافه.
ودعت النقابة الزملاء الصحفيين إلى ضرورة توثيق الانتهاكات بحقهم بالفيديو والصور والشهادات، وتقديمها للنقابة وممثليها المختصين في كافة المناطق، مثمنة أداء الصحفيين وشجاعتهم وإصرارهم على القيام بواجبهم في فضح وتعرية جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا المنتفض ضد الاحتلال وضد قرارات الإدارة الأميركية بشأن القدس.
واشادت النقابة بعمل وسائل الإعلام الفلسطينية وغالبية وسائل الإعلام العربية والدولية، التي تكرس حيزا كبيرا لتغطية ما يجري في فلسطين المحتلة. (وفا)