القدسُ لنا ولا قدس لكم ،وأقصانا لنا ولا أقصى لكم ،وفلسطين لنا ولا فلسطين لكم ،والأرض لنا ولا أرض لكم، والمجدُ لنا ولا مجد لكم ؛ أنتم مجرد احتلال وإنْ طالَ سينتهي لا محال .
هذا اليوم التاسع الذي تعيشه فلسطين المحتل من أخطر مراحل الاحتلال ،بعد القرار الأرعن والساذج الذي قرّره الرئيس ترمب بجعل القدس ..القدس عاصمة للاحتلال الغاشم ،غضبت وثارت الأرض والسماء والحجر والبشر في فلسطين والعالم لهذا القرار الذي تعدى عنان الظلم وتوقف لكن ،الغضب في هذه الفترة ليس كأي غضب مرّ في السابق من التاريخ ،ولن يُسمح للاحتلال بجعل هذه المدينة المقدسة مدينة يهودية القلب والوجه والّلسان فلسطين عربية قدّسية .
لن يسمح الفلسطينيون أبدًا بهذا القرار مهما حصل مقاومون بكل ما لديهم للحفاظ على وطنهم وتاريخهم وشرفهم ،والشهادة بالنسبة لهم هوية ،ودمائهم طهر للأرض فلا شيء سيحدّ من غضبهم وثورتهم ؛والمقاومة مستمرة بشتى أشكالها ترفض هذا القرار في فلسطين المحتل وخارجه حتّى الشعب الأمريكي اعترض ورفض واحتج على قرار رئيسهم وظلمه .
الذي سيحمي القدس المقاومون الفلسطينيون فهم لا ينتظرون أي ضوء ملّون للدفاع صغارًا وكبارًا....تخيّلوا الحنين كيف يكون؟
الذي سيحمي القدس ودرّتها المسجد الأقصى فقط الفلسطينيون ، دائمًا الحنين يكون لذكريات جميلة ومواقف لا تنسى لكن المشهد الفلسطيني القديم الجديد لم يتغير أو يتناقص أو أصابه اللامبالاة فحنينه يتمثّل بي شوقه إلى حرقة الغاز الخانق في عينيه وأنفه ،وحنّ لمراوغة الجنود الصهاينة المدججين في أزقة المخيم ،وشوارع المدينة الصغيرة ،يجري مغلق العينين باحثًا عن بصل أو عطر يطرد به غاز الغزاة!،يتصدى مختبأً لسيارة مستوطن ورشق السيارة بحجارة مقدّسة ،متوقعًّا رصاصة تمزّق لحمه من مستوطن آخر!.
لا يحضرني أي مشهد سوى الفلسطينيين ،كيف ارّتدت الروح إلى شبابنا؟ ومن أين تبرعم الصبية ؟من ألقى البذرة ؟إنك لا تدري أن هذا الشعب مفطور على الكفاح ،يلّقن الطفلُ في رحم أمه الكلمة ،والحجر ،والبندقية....ثم إنّك لا تدري ولا تتعجب بأن القدس المركز الإشعاعي الذي لا يذوي ولا ينطفئ أطلق الشعب من جديد من كنانته ورمية القدس لا تخيب ....والشعب يتجدد في المدينة التي لا تفنى.
فلسطين عربيّة وعاصمتها القدس الشّريف المحتل ولن تكون يومًا عبريّة ، والتصريحات والمواقف لكل من بنيامين نتنياهو ودونالد ترمب تتعارض بقوة مع الحقائق التّاريخيّة فالقدس لم تكن يومًا عاصمة للشعب اليهودي لأنّه لا وجود لليهود كـ (أمّة وشعب وجنس ) (يراجع في ذلك كتاب الدكتور شلومد ساند في جامعة تل الربيع (اختراع الشعب اليهودي ) ونقطة!
صفعنا ترمب صفعة القرن .....والذي سيردّ على هذه الصفعة هي فلسطين والقدس .