كنت ممن التقاهم جلالة الملك في رمضان حيث تحدث إلينا كعادته ( عالمكشوف ) وطلب منا أن نتحدث من قلوبنا وكان ذلك .
واليوم وبعد قرار ترامب كنت أتمنى لو كان لقاء رمضان اليوم لنتحدث مع الملك عن هذا المستجد الخطير !! ولو حصل اللقاء لقلت لجلالته : رفقا" بنفسك ، فصراعنا مع العدو ليس قصيرا" بل هو صراع استراتيجي طويل .
أرفق بنفسك فأنا أراك منتفضا" لأجل القدس وهي تستحق لكننا مطالبون بالتأني وإدراك المخاطر . إنك يا جلالة الملك تقود انتفاضة سياسية وإعلامية فالأردن لم يهدأ منذ قرار ترامب . الملك يتحدث ويسافر ويتصل ويهاتف ويأمر بالاستفادة من التحرك الشعبي وتحويل التلفزيون الى حالة طوارئ لا نجدها في أي إعلان آخر !! استوديو مفتوح وخطب جمعة وعشائر تقيم المهرجانات وقمة إسلامية يقودها اردوغان بتحريك من الملك ، وسلطة فلسطينية تتمنى لو امتلكت من العلاقات ما يملكه الملك، اوروبا معه ومجلس الأمن معه .
لم يجد ترامب من يقف معه بينما وجد الملك العالم معه . لم يعد لقب الملك بالوصي في نظر اردوغان كافيا" بل الأنسب ( حامي المقدسات ) . لقد حملك أردوغان والقمة الإسلامية مسؤولية أكبر مع أنك لا تستطيع الا الوسائل السياسية والدبلوماسية والإعلامية. يدرك الشعب الفلسطيني أنك أكثر من تحرك ويتحرك وسيتحرك حتى لو لم تحرر منها شبرا" فالموقف بحد ذاته مقدر ضمن معادلة الأمة المجزأة المنهوب مالها بفعل يدها ويد عدوها ، أمة تلعق جراحها في فلسطين سوريا اليمن العراق وليبيا . أمة يتنمر عليها حاملو الأحقاد التاريخية من صهاينة وغيرهم .
أمة تعيش تيهاً طال ليله بينما العدو يتنمر وهو يعرف الحقيقة التي تقول إن وجوده انما هو بحماية خارجية ولولا ذلك ما استمر ولا دام .
انتفاضة الملك في محلها لكن لا بد من الانتباه والحذر فالأمر جد خطير حتى صرنا نراقب معركة ترامب التصريحية بينما معركة الملك سياسية ودبلوماسية واتصالات . فمن سيتوقف ؟ من سيحقق ما يريد ؟ .
القضية استراتيجية والقدس تحت الاحتلال منذ خمسين سنة ومعركة اليهود فيها خاسرة لأنهم لن يجدوا من يوقع لهم على يهودية القدس الا خائن أو صهيوني .
واذا فقد الصهاينة الطرف المقابل للسلام المزعوم فمعنى ذلك أننا نسير نحو المواجهة التي تتطلب منا الكثير من العمل والتفكير والكيد العميق . سلام الشجعان الساداتي ذهب ولن يجد الصهاينة من يوقع لهم على بياض بحال من الأحوال .