القدس أم المدائن وأم العواصم والبلاد. قبلتنا الأولى وعشقنا الآخر، ومدينة كم تخشى وأنت تخطو بأقدامك على شوارعها أن تطأ فوق بلاطها آثار نبي هنا أو شهيد هناك.
هي القدس. وعد الله تعالى. وجرسٌ يقرع وعينا. ويصيح بالأمة أنْ أفيقي. فتستفيق ومن يخونها أو يخذلها فسوف لن ينساه التاريخ.
كيف لا، والقدس بيت ليست كأي بيت. ومدينة ليست كأي مدينة، وعاصمة ليست كأي عاصمة. بل وراية ليست كأي راية.
هي البوصلة الاولى، والراية الأولى. والقصة الأولى. فسبحانه.. "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".
هي التنور الذي سيحرق بناره حشائش الظلم والظالمين، والاحتلال والمحتلين، وكل من ساندهم. اما نحن فإما طالبين الشهادة فوق بلاطها أو ننتصر.
أفي ذلك شكٌّ! انه وعد الله.
سياسات أمريكية تقول إنها تريد محاربة التطرّف في الوقت الذي تزرع في المنطقة ألف سبب وسبب لإنتاج الغضب والتطرف، والارهاب.
في الحقيقة. بين يدي هذه الامة طبقتان عليها ان تسند نفسها بها حتى تنهض. أسلحة علمية واقتصادية وسياسية واجتماعية بيد، وفي اليد اليمنى سلاح العقيدة.
هذه هي المعادلة: لكي نكوِّن أمة قوية نحن بحاجة إلى أن نلجأ الى شريعتنا أولا وتقوية منظومة دولتنا ثانيا. منظومتنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية ..
علينا ان نرتدي كل أدوات النهوض بالناموسين، حتى يتحقق وعد الله،
أما الفرق الرباني بين هذه الأمة والامم الاخرى فهو "إن تنصروا الله ينصركم" العمل ثم النتائج تأتي منه سبحانه. والنصر لا يتحقق في الفعل القلبي فقط. بل في اليد أيضا.
ومهما قيل وسيقال عن القدس، ستبقى القدس في قلوبنا قدس "العروبة"، قدس "الشموخ"، قدس "الديانات السماوية"، فتحيةُ إجلال واكبار لكل من دافع ويدافع عن قدس العزة والكرامة.. حتى لو بكلمة!