هنا و من اسطنبول حيث اتيح لي اثناء زيارتي لهذه المدينة بالتزامن مع استضافتها للقمة الطارئة لقادة الدول الاسلامية ان التقي بعض الساسة العرب المرافقين لزعمائهم الذين حضروا القمة ، لاقف شاهداً على التقدير الكبير للمواقف الثابتة لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله و للشعب الاردني الذي تولى نيابة عن الامة رعاية و حماية المقدسات الاسلامية و المسيحية في القدس الشريف عبر الوصاية الهاشمية التي تستمد عزيمتها من شرعية التاريخ و اهداب الدين الاسلامي الحنيف فكانت بحق مكملاً للعهدة العمرية بنهج هاشمي.
وقد تجلى التقدير الكبير للدور الهاشمي من خلال الاشادة التي اعرب عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما اطلق على جلالة الملك عبد الله وصف "حامي القدس و المقدسات" كما اشاد الرئيس الفلسطيني بالدور الاردني وعبر بصورة ملفته للنظر عن تقديره وتثمينه لمواقف جلالة الملك وللأردن واصفا موقفهم بانه الوقفة الصلبة الصامدة
الاردن قيادة وشعبا لا يبتكر المواقف لغايات الثناء بل ان الاردن يؤمن ايمانا مطلقا ان احد اسباب التطرف المباشرة في الاقليم هو غياب حل عادل للقضية الفلسطينية ومن هنا كانت مرتكزات خطاب جلالة الملك الخمسة في القمة التي اوضحت بشكل جلي مكانة القدس الخالدة و العقائدية عند المسلمين كما هو الحال عند المسيحين معبراً عن رفضه المطلق لأي اجراء من شأنه تغيير هوية القدس العربية الاسلامية المسيحية متعهدا بمواصلة الدور الهاشمي للتصدي لأي محاولة لتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الاقصى.
القدس بمآذنها و اجراس كنائسها كانت حاضرة في كل كلمة لجلالة الملك والذي كان موقفه راسخاً متزنا وكانت كلماته النابعة من الفؤاد تخاطب العقل والمنطق والضمير.
وكنائب اردني اجدني مزهوا بإشادة الاخوة العرب بمواقف جلالة الملك حفظه الله واجد ان الواجب يحتم التأكيد لأبناء وطني النشامى على ضرورة الالتفاف حول قيادتنا الهاشمية وتعظيم وحدتنا الوطنية و صون بلدنا و حماية مقدراته و امنه ونحن نعلم تمام العلم ان طريق حماية المقدسات ليس سهلاً في ظل الظروف الاقليمية والدولية الراهنة .
حماك الله يا ابا الحسين يا حامي المقدسات و يا صاحب الضمير الانساني الحي و صاحب الرؤية الثاقبة في وقت قل فيه من يحمل هذه الصفات او جزءا منها .