تحية المحبة إليك أيتها المدينة السماوية....
يا بيت المقدس ، يا مدينة الصلاة.....
يا أرض المسلمين ، أيتها المدينة المقدسة ...
يا حاضنة الأديان يا مدينة السلام ...
يا بوابة السماء و يا مدينة المعراج . .......
كلها اسماء عرفك بها التاريخ ...
نعم هي أنت أولي القبلتين وثالث الحرمين..... .

نعم هي قدسنا ... تعيش فينا رغم اننا لا نعيش فيها ،هي نبض أمة آمنت بمعراج نبيها منذ الأزل ، هي روح أمة توارث أبناءها حبها حتى أصبح يجري في الأجساد مجري الدم .
هذه مآذن الأقصى تعانق الكنيسة فكما قال الشاعر ابراهيم طوقان :
ناح الاذان واعـول الناقـوس
فالليل أكدر والنهار عبوس

ليس اليوم فقط تَذكرنا القدس لكن أنينها اشتد ، وجرحها نزف حتى آخر قطرة دم ، منك الدَمُ ومنا الندم يا قدس ،أستسمحك عذرا ً فقد أصابتنا غلفة الامم ،لذلك سأكون واقعيا وأعترف بأننا خيبنا ظنك بنا وأن التاريخ لن يغفر لنا وسيكتب الأقوياء عن ضعفنا ويسطرون أمجادهم على جلودنا ويتخذون من جماجم أطفالنا أقداحاً ليقرعوا الكؤوس معلنين النصر رافعين رايات عارنا على جدران القدس كما ترفع الشراشف البيضاء صباحية الدخلة للعروس .
قرار نقل القدس ...
واقعنا اليوم رفضناه وأعلنا الحرب على أنفسنا وبإجماع أمتنا قررنا نقل القدس لتعيش فينا في دمائنا وقلوبنا وعقولنا لنورث الأجيال قدسية الروح فيها وعظمة الارتباط بمعانيها ، ليست الأرض ما نريد وليس الأقصى الا مسجدا ً بيناه من حجر وذهب وحديد، لا نريد ان نبكي على الرماد في محارقكم ولن تردعنا ابدا ً مدافعكم ولا قنابلكم .
نقلنا القدس ......
لكي لا تدنس محارمنا ولا تداس مفاهيمنا ، إيماننا بأنها لنا أقوي من سيطرتكم وأكبر من قرارات تصدرت صحفكم .
أيها المغتصب اليوم السارق لإنسانية أطفالنا في أرحام أمهاتهم، هؤلاء هم من سيحاسبكم وسيجعل كل مخاوفكم حقائق في كتبكم تعرفونها ونعلم إنها نبوءتكم .
فينا تعيش قدسنا بعيدة عن قراراتكم ، في دمنا تسري حقوق الأمهات اللاتي بُقرت بُطونهم وقتل ما في الأرحام ، في موروثنا تعيش الذكريات محفّزا ً للأجيال كي تكتب عن التاريخ المزور وحقيقة ما عشناه من قحط الرجال في زمن الخذلان والانهزام .
قادمون ...
في تكوين معارفنا وديننا نؤمن بأننا قادمون قادمون ولو بعد حين ،لنحرر أنفسنا من سلاطين المال و العبيد و نحرر أروحنا من أجساد ادخرناها ليوم تكون فيه أجسادنا دِرعاً وجسراً ومدرعات تعيد الزمن البعيد من جديد ترفع الرايات البِيضَ حُمْراً قد روينا ، من دم الغاصب ولو بعد حين قادمون أجيال لا يعرفون إلا أن هناك حقا ً لهم سيعود .
أردن أرض الحشد ...
نعم في عيونهم في أنفاسهم وبين ثنايا جلودهم تعيش معادلة القدس المشفرة بدم فلسطينيي أردني ممزوج بقدسية الرسالة ،هؤلاء هم أبناء الأردن من حملوا رايات الحرب والسلام ودفعوا الثمن من نكبة إلى نكسة إلى فقدان الحق وخسارة الأرض والأهل والولد والمال ، كيف سيصبحون وينسون ، لا وألف لا فنحن بركان الدم يوم النفور وصقور عندما تدق الطبول للحرب .
أردن يا أمة العرب مليكها هاشمي السلالة ، هم دفعوا الدم على أبواب الأقصى وحملوا عنكم الراية ، نحن في أردننا نؤمن بعظمة رسالتنا ، عاشت القدس فينا وعاش الشعب والقائد عاش الأردن أرض الحشد .