أيهما أفضل التغيير أم التعديلد.خليل ابوسليم
22-02-2009 10:10 PM
في عام 1993 امتلكت سيارة نوع اوبل سكونا- على قد الحال- ، وكانت بحالة جيدة جدا لدرجة أن العديد من تجار السيارات كانوا يطاردونني من مكان لآخر سعياً لشرائها وبالسعر الذي أريده، طبعا كنت أتدلل عليهم واطلب سعر عالي كثير – لاني عارف بضاعتي- وكانوا يقولون: والله يا أخي سيارتك بتسوى، بس بدنا نلحس إصبعنا- يعني نربح فيها-، علما بأنني لم أكن انوي بيعها أبدا كونها مرهونة لأحد البنوك الأردنية مثلي مثل باقي مواطني البلد المديونين، بقيت السيارة معي لمدة تجاوزت 10 سنوات، ولأنها من مخلوقات الله أيضاً بدأت تعاني من اعتلال في صحتها، وصرت أقضي عطلتي الأسبوعية بين يدي الطبيب -اقصد الميكانيكي- ، الذي كان في كل مرة يكتشف عيبا فيها، وفي احد الأيام أصبحت السيارة تنهب بنزين بشكل خيالي يفوق التصور- وكأنها بيونغ 747- وذهبت للميكانيكي- طبعا صرت أنا وإياه عشرة عمر- وبعد الفحص السريري على السيارة، قال بان خللا أصاب الكاربوريتر- المسؤول عن عملية سحب البنزين- واقترح علي إجراء عملية تنظيفات يعني صيانة، وفعلا تم ذلك، حيث غبت عنه فترة من الوقت، وعندما عدت إليه وجدت شيئا جميلا بين يديه،ونظرت إلى الكاربوريتر وجدته بلمع لمع، فما كان مني إلا أن دفعت الحساب واستقليت السيارة باسماً وعند أول محطة بنزين حطت رحالي، وترجلت من السيارة وقلت لعامل المحطة، ( الله يخليك فللي إياها – طبعا السيارة- للرقبة ) بدي أعيرها، وفعلا تم ذلك، وخلال فترة قصيرة اختفى البنزين من السيارة، فعدت ثانية للميكانيكي- نكداً- وأخبرته بما حدث، فاقترح علي أن استبدل الكاربوريتر بآخر، ولأن إمكانياتي متواضعة جدا مثل كل الشعب، طلبت استبداله وبنصيحة منه بآخر مستعمل، وفعلا قام بإحضار آخر مستعمل ومكفول كما يدعي، وقام بعد تشحيمه وتلحيمه بتركيبة للسيارة، ثم انطلقت مسرعا نحو محطة البنزين، وصادفت نفس العامل، وقلت نفس العبارة- فل للرقبة بدي أعيرها - فقال العامل: يا أخي بنصحك باستبدال الكاربوريتر بواحد جديد إذا ما تعدل سحب السيارة، فقلت له لقد ركبت واحد مستعمل( كأنه جديد لنغ )، وبدي أجربه ع السحب، فضحك وملأ خزان الوقود وانطلقت ثانية، وذهبت في طرق لم اعتد ارتيادها من قبل، وسلكت شوارع وحواري لأول مرة في حياتي اعرفها- وطلعت طلعات ونزلت نزلات ما بعلم بيها إلا الله- وكانت النتيجة صاعقة، حيث لم يكف خزان الوقود لأكثر من 300 كم بعد ما كان يتجاوز 600 كم، وعندها عدت للميكانيكي مرة أخرى، ولكن كان وجهي متجهما أكثر من اللازم، وأخذت أرعد وأزبد عليه بسبب نصيحته لي باستبدال القديم، والأدهى من ذلك انه تمكن من الضحك علي ثانية ونصحني باستبدال الثاني بآخر ومن عند شخص يعرفه ويثق به كثيرا( ومن هبلي وافقت)، وحدث معي ما حدث في المرة الثانية، عندها قررت أن أشتري كاربوريتر جديد ومن الشركة، وفعلا استدنت بعض النقود واشتريت آخر جديد، ثم عاودت الكرة ثالثة نحو محطة البنزين ونفس العامل الذي ضحك مني، وفللت السيارة بعدما أخبرته بما حدث معي، وفعلا كان الكاربوريتر الجديد أكثر كفاءة وفاعلية من المستعمل، عندها أدركت أن التغيير بجديد كان أفضل من التبديل بكثير، لأنه اللي مجرب ما بتجرب، أما المفاجأة الثانية فكانت عندما اكتشفت أن الميكانيكي كان في كل مرة يضحك علي ويتولى عملية الشراء والاستبدال للكربوريتر ويحصل مني الثمن وهو نفسه الكاربوريتر القديم الخاص بالسيارة، هل وصلت الرسالة.
|
لا حول ولا قوت الى بالله والله نص المكانيكيه بتعلمو تعليم من النادر ماتواجه مكانيكي فنان
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة