المبادرة إلى دعوة دول منظمة التعاون الإسلامي لعقد قمة طارئة في تركيا بشأن القدس خطوة مهمة وهي ضرورة وحاجة ملحة للامة العربية والاسلامية في هذا الوقت ، وهي تمثل الخطوة الأولى في طريق تنسيق موقف إسلامي واسع، ومن اجل وضع برنامج واضح الخطوات في التواصل مع الأشقاء والأصدقاء ودول العالم الأخرى ، ومن أجل تحقيق النصرة المطلوبة بحدها الادنى لمقدسات الأمة الإسلامية المسلوبة المنتهكة بطريقة فاعلة.
كان من المنطق أن تسبق هذه القمة قمة عربية طارئة في الانعقاد المبكر ، لأنهم أشد قرباً وأكثر التصاقاً بالقدس من غيرهم، ومن المفروض أنها قضيتهم الملتهبة وهي جذر بلائهم وأس مشاكلهم الكبرى كلها، وبمقدار تفاعلهم مع قضاياهم يكون تفاعل الآخرين معهم .
حضور الزعماء العرب والمسلمين للقمة الطارئة يحقق مصلحتهم أولاً، ويمثل محاولة لاعادة شيء من الكرامة المهدورة والهيبة المنزوعة بفعل طول الامد علة منهجية التخاذل والتنازل عن حقوق امتهم المغتصبة ، ومن أجل بذل خطوة عملية جادة للحفاظ على بلادهم ومقدرات شعوبهم قبل فوات الأوان.
كان ملفتاً للانتباه حضور الرئيس الفنزويلي «نيوكلاس مادورو» بصفته ضيفاً يرفض الممارسات العدوانية ضد القدس وضد الشعب الفلسطيني من دولة الاحتلال وحلفاء الاحتلال، وحضور الرئيس الفنزويلي يستحق الشكر والثناء والتقدير من كل عربي ومن كل مسلم غيور على وطنه وهويته وأمته ومقدساته، وهذه المواقف سوف تسجلها ذاكرة الشعوب القوية التي لا تنسى، وفي الوقت نفسه سوف تحفر في ذاكرتها عميقاً مواقف المتخاذلين عن نصرة قضايا أمتهم في أشد الأوقات حرجاً.
معركة القدس معركتنا جميعاً، ولن يستطيع عربي أو مسلم أن يقول إنها ليست معركتنا، وسوف تكون هذه المواجهة خطوة مهمة على طريق إعادة التموضع العربي ، وإعادة توجيه الأنظار إلى أن أصل بلاء المنطقة والاقليم هذا الاحتلال العدواني الذي أدى إلى زرع كيان غريب في قلب العالم العربي والاسلامي يعمل على خلق النزاعات وإثارة الانقسامات وتغذية الفرقة بين الأقطار العربية، ويحول دون نهضتها وتقدمها ووحدتها عن طريق تسويد المتخاذلين الذين جاءوا بطرق غير مشروعة وخارج سياق إرادة الشعوب الحرة.
تدعو القمة الإسلامي إلى رفض القرار الأمريكي، ورفض الاحتلال وكل ما نجم عن الاحتلال، وتدعو إلى الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس العربية الإسلامية، وتدعو كل دول العالم الى الاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين ردا على الخطوة الاميركية ، ومن هذه اللحظة ينبغي للعالم الاسلامي ان يلتف حول هذه القضية المقدسة التي تجمع الامة وتلم شتاتها، وباستطاعة منظمة التعاون الاسلامي ان تحدث اثرا سياسيا ودبلوماسيا واثرا اقتصاديا ملحوظا لمصلحة مقدساتهم التي تعبر عن كرامتهم الجمعية .
الدستور