عندما تدعو الحكومة الشعب لان ينزل الى الشارع ويعبر عن رأيه، بل وتطلب منه ذلك، فنحن بخير، وعندما تشاهد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة وعددا من الوزراء والمسؤولين يتقدمون مظاهرة للتعبير عن الرفض الشعبي لقرار الادارة الامريكية باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، فنحن ايضا بخير.
حالة التوحد الشعبي والرسمي، تذكرنا بحالة شبيهه ايام العدوان الغاشم على عراق المجد والتاريخ، عندما تلاحم الشعب والقيادة والحكومة معا لرفض العدوان على العراق، وكان وقتها جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه يرفع صوته عاليا، ليقول ان البداية ستكون في العراق والنهاية ستشمل دولا عربية اخرى، لكن العالم اغلق اذانه وكأنه لا يريد الاستماع الى كلام العقل والمنطق، في وقت لم يسمع فيها غير طبول الحرب.
اليوم ترى الوزير، والرئيس، والنائب، والعين، والمواطن، والسياسي، والنقابي، وكافة افراد المجتمع الاردني، بكل اطيافة الاجتماعية والسياسية، والدينية، صفا واحدا، لرفض قرار ترامب، جملة وتفصيلا، ذلك ان معاني القدس في وجدان الاردنيين تختلف باختلاف جيوسياسي عن دول اخرى بالنسبة للاردنيين وقيادتهم الهاشمية التي كان لها الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية في القدس الشريف.
للتندر، يعلق بعض المشاغبين السياسيين، بان المظاهرات برعاية حكومية لا طعم لها ولا لون، ويذهبون ابعد من ذلك عند الحديث عن عدم وجود احتكاك ومشاغبات مع رجال الامن، لعل ذلك مرده الى اننا لم نعتد على ان تكون الحكومة في صف الشعب، وهي قضية ازلية تعودنا عليها.
الحكومة لا تستطيع ان تكون الا في صف القدس، والشعب بالفطرة في صف القدس، ولذلك التقى الشعب مع الحكومة في مظاهرات برعاية حكومية، يهتف فيها رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي، ونائبه الدكتور ممدوح العبادي، الذي استرجع ايام المظاهرات واللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية، والوزراء، والاعيان، والنواب، ليهتف الجميع :»القدس عربيه، اسلامية ومسيحية»، وهنا اتذكر مقولة الدكتور مصطفى الحمارنه عندما قال قولته الشهيرة :»الاردن لزيز».