الاردن والأزمة
المحامي معاذ وليد ابو دلو
13-12-2017 09:48 AM
في الآونة الاخيرة اصبحت الاوضاع الاقليمية معقدة نوعا ما للأردن ، وتزداد صعوبة من خلال الوضع الاقتصادي السيئ وخاصة بعد خذلان الاشقاء.
جاء قرار الرئيس الامريكي بنقل سفارة بلاده للقدس العربية واعترافه فيها عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب ،معاكسا لتوجهات ومواقف الاردن ،من خلال قيادته وشعبه التي استمرت منذ عقود على نفس النهج ،والتي تعتبر القضية الفلسطينية هي القضية المركزية المحورية للامة العربية مهما ازدادت مشاكل الدول العربية .
لو نظرنا للموقف الرسمي الاردني لوجدنا ان جلالة الملك في كل المحافل الدولية والاقليمية هو المحرك والحكيم والمدافع عن القضية الفلسطينية اكثر من اهل القضية مستمدا هذه القوة من وصايته على المقدسات الدينية الاسلامية والمسيحية في القدس المحتل ،ومن رغبة شعبه بكافة أيدولوجياتهم واختلافاتهم السياسية وظهرت من خلال الهبة الشعبية الاردنية بعد قرار نقل السفارة والتي كانت مثال يحتذى به لكل العرب حيث تشابكات اليد اليسارية مع الاشتراكية مع الاسلامية مع الليبرالية مع القومية مع الوطنية ، دعما للشقيق ورفضا للقرار الغريب ! الذي يجعل امريكا تنحاز لجانب على جانب في اهم قضية على وجه البسيطة .
يجب على الاشقاء في فلسطين التقارب والصمود في الداخل حتى ،يستطيعوا مع الدور الخارجي للأردن مواجهه رفض القرار الجائر ،حيث كان الداخل ضعيف لا يستطيع المساند الخارجي ،ان يقدم الكثير.
لاشك ان الاردن يواجه تحديات امنية واستراتيجية ، عبر حدوده الشمالية والشرقية، وخطرا بالغا من خلال قرب الجماعات الارهابية ، منها حزب الله وغيرها من المنظمات الارهابية وهذا الامر يتطلب يقظة غير مسبوقة ،على الصعيد السياسي والعسكري ،لحماية هذا الوطن الذي كان على مر التاريخ حصن العرب والمدافع عن قضاياهم .
وهنا يكمن السؤال كيف للحكومة الاردنية مواجهه هذه الاخطار؟
الجواب يكون ذلك من خلال تحسين الاوضاع الاقتصادية من قبل الحكومة وفي اضعف الايمان عدم الاقتراب من جيوب المواطنين حتى يبقى المواطن الساند والداعم للحكومة والنظام وللقضايا الوطنية والاقليمية ،اضافة لتحرك الدبلوماسي والعمل على استقطاب الاتحاد الاوروبي وفتح خطوط اتصال مع دول كانت علاقتنا بها باردة مثل تركيا ،بالإضافة لتحصين الجبهة الداخلية ،من خلال النقابات والاحزاب والعشائر ومنظمات المجتمع المدني ،التي يجب ان يعرف من خلالها المواطن الاردني ان هناك مؤامرات تحاك ضد القضية الفلسطينية وضد دولته الاردن ،ويجب ان يبقى متيقظا مدافعا عن وطنه ومحافظ عليه ،حيث ان المرحلة القادمة حرجة ،حيث اتضح للعالم اجمع والوطن العربي ان الاردن لم يكن في يوم من الايام ضد قضايا امته وخائنا لها ،بل من كان يوجه هذه التهم هو من خان امته ووطنه .