قَدَرٌ أَنْ تَسيلَ مِنكِ الدِّماءُ
لستِ أَرضاً كسائرِ الأرضِ، لكنَّكِ
مِنْ هُنا.. تَبْدأُ الطَّريقُ إلى اللهِ
.. ويَمُرّونَ مِنْ هُنا.. كُلّما هَبَّ
لِيقولوا لِلقادمينَ إلى الجنّةِ،
يا سَخاءَ الشِّتاءِ في غَيْمِها الرّاعِفِ:
كُلَّما سالَ، قالت الأرضُ: زيدي
مِنْ زمانٍ.. لم يَحْملِ الغيمُ غَيْثاً
مِنْ زمانٍ.. لم يُطْلعِ الرَّمْلُ ورداً
مِنْ زَمانٍ.. لم تَصْهَلِ الخيلَ، والنَّحْلُ
لكِ يا قُدْسُ، ما يليقُ بِعَينيْكِ
عَيْبُاً أنَّّنا عَجِزْنا عن الموتِ،
فلقد أَقْبَلوا.. كأنّ «صلاحَ الدينِ»
وتَنادَوْا إلى الفِداءِ رُعوداً
يا أَحبّاءَنا الذين افْتَدَوْنا
لا تُبالوا بِنا.. ولا تَسْمعوا مِنّا
أنتمُ الرّائعونَ، لا نَحنُ، فالقُدسُ
ودَمٌ طاهِرٌ يسيلُ، وأَمّا
أيُّها الطيّبونَ، لَنْ تَسْتَجيبَ الأرْضُ
يا عَروساً خُطّابُها الشُّهداءُ
في أَعينِ السَّماءِ.. سَماءُ
وقد مَرَّ مِنْ هُنا الأَنْبياءُ
نسيمٌ.. أو لاحَ منها سَناءُ
منها.. بِكُمْ يطيبُ اللقاءُ
هذا هُوَ السَّخاءُ السَّخَاءُ
مَطَراً.. فَالعُروقُ فيَّ ظِماءُ
مِنْ زَمانٍ.. ما بَلَّ ثَغْرِيَ ماءُ
مِنْ زمانٍ لم تُمْرِعِ الصَّحراءُ
عقيمٌ.. والشِّعْرُ.. والشُّعراءُ
مِنَ الكُحْلِ.. والدَّمُ الحِنّاءُ
ولكنْ لم يَعْجَزِ الأَبناءُ..
فيهم.. وفي يديهِ اللواءُ
وبُروقاً.. فَنِعْمَ نِعْمَ الفِداءُ
بِدِماهُمْ.. ما زالَ ثَمَّ رجاءُ
فَكُلُّ الذي نقولُ هُراءُ
ابتداءٌ لَدَيكمُ.. وإنتهاءُ
عندنا.. فَهْيَ دَمعةٌ خَرْساءُ
لكنْ.. سَتَسْتَجِيبُ السَّماءُ..
الرأي