ليس في السياسة عناد ، بل مرونة تقتضيها مصلحة الدولة او تقاطع المصالح بين الدول ، ولكن العناد صفة ترتبط بالعنصرية والتزمت وجنون العظمة والقناعات العقائدية التي تفرض على الدولة او التنظيمات من خلال قادتها التحجر وعدم التزحزح عن المواقف ولو كان على حساب مصالح الرعية ودمائهم التي يمكن التضحية بها في سبيل تحقيق او نصرة القناعات العقائدية او القومية او العنصرية التي قد تصل حتى الدمار وسفك الدماء وإضاعة المال ..والمصيبة المدمرة عندما يأخذ العناد أبعاد ثلاثة أولها منهج استراتيجي للدولة او التنظيم تحشد له طاقات الأمة اوامكانات الدولة دما ومالا ومعنويات كما هو حاصل في إسرائيل وأمريكا وإيران والقاعدة وحزب الله والآخرين الذين اتخذوا من العناد استراتيجية لتحقق اهدافهم.
وثانيها تواجد العناد هذا وتعدده وتناقضة بشكل متضارب بين اكثر من دولة في منطقة واحدة كما هو حاصل في منطقتنا بما فيها حمى العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال بين هذه الدول والتنظيمات التي سبق ذكرها وتحمل أيدلوجيات ومشاريع وقناعات متنافسة ومتضاربة مدمرة ..
وثالثها تصميم العناد في هذه الدول على تحقيق أهدافها بأي ثمن ولو كان على حساب الآخرين الذين لا ناقة لهم ولا جمل إلا إذنه فيما يجري بين هذه الدول التي اتخذت من العناد منهجا استراتيجي صممت على تحقيق أهدافه..فما مصلحة الأردن ودول الخليج والمغرب العربي فيما يجري الآن من تصعيد بين هذه الأيدلوجيات والمشاريع والأخطر ما سوف يجري في القريب ألآت من دمار ودماء ومجهول احسب ان توقعه ليس بالأمر السهل ولكن نتائجة مدمرة بلا جدال ..
استعرضت التاريخ لأجد حالة مشابهة فيها عناد وخطورة وحشد وتضارب ومشاريع..تماثل ما يجري الآن في المنطقة فلم أجد هذا الزخم من العناد المتناقض بهذا الحجم من الدول والاستعداد والتصميم مهما كانت الخسائر والمصائب وعلى حساب آخرين تسيل دمائهم ويتزعزع استقرارهم بشكل غير مسبوق سوف تكون نتائجة بالتأكيد غير مسبوقة...
تحديات الأردن الحبيب كبيرة وأعظم مما سبق من تحديات على الإطلاق نلمس بواكيرها الآن في مواجهة عناد استراتيجي متعدد ومتناقض مدمر غير مسبوق يحتاج الى تظافر الجميع على هذا المركب بمستوى يعلوا على أي خلاف او اختلاف لننجوا جميعا ...
drmjumian@yahoo.com
http://majcenter.maktoobblog.com