لنتطلع إلى الأمام، ولتكن رؤيتنا عميقة، ولتتسم بالثقة وتتوشح بوهج المعرفة، فنحن ننتمي إلى وطن جميل، تنصهر فيه القوميات والشعوبيات والإقليميات لتصنع فكرة إيجابية "معجزة" يترجمها المخلصون إلى برامج وإنجازات وحقائق تمشي على الأرض، معلنة حالة الوفاق التلقائي الجميل وهي تتنقل بين القرى والمدن والبوادي تسلّم على أهلها: عُمّالها .. موظفيها.. عساكرها.. فلاّحيها.. وتعلن بينهم أن "العدل أساس الملك"..
إنها واحدة من البشائر.. تلفّنا بالأمل، وتغدق علينا من طمأنينة الوطن، مسحة من حرية إنسانية فريدة ممزوجة بأدب الرسالة، والكلمة، والعمل، والمسؤولية.. نتطلع إليها كلما ادلهمّ بنا خطب، أو ضاق بنا درب، رؤية تُمزّق ما دونها من فُتات الحُزن، والخوف، والتجهّم، والنفور.. وتفتح أمامنا فرصاً من المعرفة، لا لكي تتراكم في أذهاننا المعارف فحسب، وإنما أيضاً، وهو الأهم، من أجل نهضة نفهم مدلولاتها الذهبية، ونحسّ بها وهي تغيّر حياتنا، وتنقلنا من دائرة "التفكير الفردي" إلى دائرة "التفكير الجمعي" بمفهوم العلم والحداثة والالتزام والمسؤولية لا بالمفهوم الحفظي التلقيني، وفي الوقت نفسه تؤشّر إلى ذلك النبع المتدفق ماءً عذباً رقراقاً.. لنغترف منه، ونهدأ من نَصَب طال، وكاد يصيبنا بالفتور.. !!
ليس أمامنا مجال لانتظار، فالقطار على السكّة، وها هو ينطلق ينقلنا من محطة إلى محطة، تتبدّل وجوه، وتتغير أشكال، ويركب أناس وينزل آخرون.. من شتى الأعمار، والعقول، والقطار يسير.. لأن أحداً من المخلصين لا يريده أن يتوقف، أما المسار ففي الاتجاه الصحيح، فالبوصلة تتحرك بفعل ذاتي طبيعي خالص، فهي تهتدي بالنجم.. ناموساًَ مضيئاً تبدد خيوطه الذهبية عتمة الطريق..
أبها الأردنيون: بالإخلاص والثقة ومعهما الأمل نستطيع أن نفهم الوطن، وأن نفهم "المَلِك"..وأن ندرك لماذا يسعى للأخذ على يد المفسدين ووأد حرياتهم القذرة، فنعينه في مسعاه..
Subaihi_99@yahoo.com