الوثائق الهاشمية المقدسية وضرورة التوثيق
محمد يونس العبادي
12-12-2017 11:51 AM
علينا اليوم وبعد القرار الأمريكي أن نعيد الأهمية والاعتبار للوثائق الهاشمية المرتبطة بالقدس، فأي صراع مصيره الجلوس على الطاولة والحديث بالوثائق والحقائق.
ونحن في الأردن نملك إرثاً يوثق للعلاقة الهاشمية المقدسية، التي باتت في المئة عام الأخيرة من التاريخ الهاشمي، تمثل وجداناً خالصاً وعملاً وفياً.
ومن بين هذه الوثائق الكثيرة توجد عديد منها على غاية من الأهمية احداها رسالة من الحاج أمين الحسيني عام 1924 إلى الشريف الحسين بن علي – طيب الله ثراه - تشكره على رعايته وتبرعه بالإعمار الهاشمي الأول ، وتضع موضوع عمارة المسجد الأقصى في حضرته.
وتؤكد الرسالة أن حسابات الإعمار كان يسددها الشريف الحسين بن علي وتحمل تاريخ 30 أذار 1924، وهذه الرسالة توثق للتفويض الرسمي من المجلس الإسلامي الأعلى للإعمار الهاشمي الأول والذي انتهى عام 1928.
بالإضافة إلى وثيقة أخرى لمقابلة مع الشريف الحسين بن علي -طيب الله ثراه - في منفاه بقبرص عام 1929 أجراها الصحفي الفلسطيني حسن صدقي الدجاني ويقول فيها:" ما وصلت إلا النكبة إلا لأجل فلسطين ولو ما تمسكت بفلسطين لكان أي مما جرى ما كان"، ويطالب بتوحيد العرب لصفوفهم، وقد قام – طيب الله ثراه- بواجبه تجاهها.
وفي نفي الشريف حسين عبرة علينا إدراكها، فقد انتقل إلى جوار ربه منفياً وهو بذلك توفي على شهادة، بعد أن احتجزت حريته، من قبل قوى الانتداب التي لم ترتض أن يتحقق مشروعه العربي النقي، وهو أحد المشاريع التي يجب أن توضع على طاولة البحث التاريخي مرة أخرى لما نلمسه من فقدان الإحساس بهوية المنطقة، فهو يكاد أن يكون المشروع الوحيد في المشرق العربي الذي اشترك في صياغته العربي المسيحي إلى جانب المسلم، وذابت فيه كل الفروق الطائفية التي طفت اليوم على السطح في مشرقنا العربي.
والهاشميون عبر مسيرة مئة عامٍ بذلوا الكثير فالملك عبدالله الأول أعاد إعمار كنيسة القيامة عام 1949 وتحفل أوراقه طيب الله ثراه بالكثير من الوثائق التي تؤكد على حرصه الموصول للعناية بالأقصى، ورفضه لتدويلها حتى لا تخرج عن عروبيتها وإسلاميتها.
كما أن لجيشنا العربي وثائق تؤكد على دوره إذ تؤكد وثيقة استسلام عصابات الهاجانا أمام الجيش الأردني، وتحمل شروطاً تؤكد على أدوار جيشنا.
ومن بين الشروط إخراج الجيش الأردني اليهود من القدس القديمة وبقاؤهم في أحيائهم القديمة، فهذه التضحيات بقيادة الهاشميين باتت اليوم بحاجة إلى مركز متخصص يعمل على تبويبها وحمايتها، لتبقى بين أيدي الأجيال ولتؤكد على الدور والوصاية والرعاية الهاشمية للقدس.
الوثائق الهاشمية المقدسية إرث كبير ولسان ناطق بالحق بات لزاماً الاهتمام بها رسمياً.